"الأجنحة المتكسّرة" لجبران مسرحياً
الممثل نديم نعمان
02-06-2018 01:57 PM
عمون- «نجح المغتربون اللبنانيون في مختلف الميادين تقريباً، ما عدا ميدان الفن المسرحي». هذا ما قاله أحد المتكلمين في «مركز الدراسات اللبنانية» في أوكسفورد، حول النجاحات التي حققها المغتربون اللبنانيون في بريطانيا منذ حصول الدكتور بيتر مدور على جائزة نوبل للطب والفيزيولوجيا سنة 1960.
والسبب أن مهمة الفنان المسرحي تقتضي منه التنازل عن الكثير من مباهج الحياة العادية بحيث يصبح أسير الدور الذي يؤدي فوق المنبر. وهكذا يفقد تدريجاً بوصلة الزمن، لأنه يسهر في الليل وينام في النهار. وكثيراً ما تضطره مقتضيات المهنة لأن يعمل خلال «الويك أند»، أي عندما يزداد إقبال المتفرجين على حضور المسرحيات الغنائية والعادية.
إضافة إلى كل هذا، فإن شروط النجاح مرتهنة لعوامل عدة ، كالحرمان من سعادة الحياة العائلية والاجتماعية. كل هذا لأن ظروف العمل تفرض على الممثل الحضور الجسدي، إذ يصبح مشدوداً إلى المنبر المطل على الجمهور. ويكفي أن نذكر أن مسرحية «مصيدة الفئران» التي كتبتها المؤلفة الشهيرة أغاثا كريستي استمرت تعمل أكثر من ثلاثين سنة. ويقال إن المخرج تناوب على اختيار الأدوار لمدد قصيرة بسبب الإرهاق الفكري والجسدي الذي يعانيه الممثلون.
ويتذكّر الذين مارسوا هذه الهواية، أن اللبنانية فاليري صرّوف كانت رائدة في هذا المجال، الأمر الذي أهّلها لتكون أول صبية لبنانية تدخل في «فرقة شكسبير» للمسرح. ثم ظهرت من بعدها سلسلة أسماء كانت بينهنّ سيرين سابا، التي قدّمت أدواراً بارزة على خشبة المسرح إلى حين تزوّجت واعتزلت.
الممثل المسرحي الوحيد الذي تخطى هذه الحواجز والعوائق، هو نديم نبيل نعمان (والدته إنكليزية) واستمر يعمل بكل جد ونشاط منذ التحاقه بالجمعية الأكاديمية الملكية حيث تمرّن على المسرح الغنائي مستغلاً صوته الرخيم.
وبعد سنة انتقل إلى جامعة «وارويك»، بغرض التدرُّب على إتقان فن الدراما. ومن هذه الجامعة، انتقل إلى العمل كممثل مسرحي محترف لا يعرف ليله من نهاره.
هذه السنة، وبعد قراءات معمّقة لمؤلفات جبران خليل جبران، قرّر نديم اختبار كفاءته في عالم الإنتاج المسرحي، بعد نجاحه المتواصل كممثل مسرحي. وقد بلغ الأوج في مسرحية «شبح الأوبرا» و «غرق التايتانيك» وغيرهما من المسرحيات المشهورة. وقد تأثر نديم بأدب جبران خليل جبران، الذي كان يقرأه بشغف عقب عودته من المسرح. وأكثر ما شدّه في أعمال جبران عمله الأول من خلال قصة «الأجنحة المتكسّرة». وربما رأى في أحداثها الرمزية نسخة لبنانية عن التقاليد والعداوات العائلية التي ولدت من رحمها «روميو وجولييت».
وبعد جهاد متواصل استطاع ندين أن ينجح في تحقيق مسرحية غنائية بالتعاون مع دانا الفردان. وقد قام بدور المخرج برونغ لاغان، مستخدماً الأوركسترا البريطانية الشهيرة التي يقودها جو دافيزيون.
وقد أعلنت الصحف عن تقديم هذه المسرحية التي تحلم عنوان «الأجنحة المتكسّرة» على خشبة مسرح «رويال هايماركت» بداية من مساء الأول من تموز (يوليو) المقبل. ومن المتوقع أن تعرض هذه المسرحية في بيروت ودبي خلال الصيف المقبل.
وكانت السفارة اللبنانية في لندن قد أقامت لنديم وفرقته حفلة استقبال حضرها عدد من السفراء والإعلاميين والفنانين. وقد رحب السفير رامي مرتضى بهذا العمل الاستثنائي، متمنياً لفريق العمل كل النجاح. (الحياة)