أين الثرى الذي أعاد من طين جلودكم يا أردنيين طعم الحياة المُر ، أين الثرى الذي زرعهُ جدي وجدك وبيع في استحقاقٍ دستوري مُشين ، أين الدولة التي فرّغت حقوق المواطنين في مزابل أمانة عمان المنهوبة ، أين دولة العصر الذهبي التي كانت تقف على أخطر مُنحنيات السياسة العربية بقدم واحدة لا تعرف غضاضة الصخر ولا حتى وعورة الأرض .
حكومة صماء .. تثير السخرية تُمارس العِواء ، يريدون النيل من الأردن تاريخاً وشعباً ، عيب يا معاليكم ، هذا الأردن الذي لم يكن يوماً إلا حقنة الحياة لكل تائه ، الشعب الأردني الكادح الجبّار الأصيل المغوار لم يكن يوماً إلا فاتحاً أبواب بيته للغريب قبل القريب رغم إزميل الفقر الذي ينخر بجدران بيتهِ الإسفلتيه ومعدتهِ الفارغة .
أين كُرسي القرار الكبير في هكذا مهزلة أردنية ؟
هل ثمة أُسرة يصلح حالها دون رب أسرة قادر على قيادة أزماتها بجرة قلم و"صفعة خطاب " ؟
هل نُصاب بحمى الحماس الثائر يوم لا تُشفينا عقاقير الخطابات والتفريغ الإلكتروني ولا يقنعنا إلا نزاع مدني يبتدأ بالعصيان وينتهي بإنهيار الدولة الأردنية فاقدة الأهلية؟
عيب يا ، رئيس وزراء دولتنا نحن لسنا شلتّك التي تركع مقابل عقار في دير غبار او مشروع وهمي في ناطحة سحاب ، لسنا شلّتك التي تُقرأها الأردن بالعبري وتطعمها أطنان اللحم من أموال الضريبة ، لسنا ممن تمرُ عليهم رائحة الإستعباد ونرضخ ، دولتك عُريك يرتدينا رغم شياكة بذلاتك ، لذا لا تتستر برُقع الخيبة وتظهر بمظهر الأبله .
الصوت الأردني يعي جيداً متى يمتطي صهيل الخيل ، في انصاف الليل ، لذا حذاري من تمرد الزمن على هذا الشعب القادم كالطوفان و
" عالدوار الرابع سَكِر ... لا تخشى مُلقي او عسكر " .
موقفنا الوحدوي لا يرضخ لأجنداتكم الدخيلة ، لدينا نقابات قادرة على قيادة اصواتنا بصرخة واحدة ، دون إرسال فُلان لتنظيم مسيرتنا واعتصاماتنا ودون إفلات لسان طويل بحجة ذِكر المناقب والمواقف الساقطة من الأصل .
عيب دولتكم ، لن تُفشلوا صوت الشعب العظيم ، لن تأكلوا لحمنا وعظمنا بأفواهكم الكبيرة وكروشكم المستديرة وإختلاساتكم المُثيرة .
لا نكوص لا تفاوض ، الكرامة سُلبت وآن أوان إستردادها يا أُردنيين ، تذكروا خشونتكم في تاريخ الهبّات الشعبية .... حيث الحرية الأجمل .