إضراب على الطريقة اليابانية
عصام قضماني
01-06-2018 03:08 AM
ما كان ممكنا أن يمر هذا الأسبوع ،ومناسبة كتابة هذا المقال الخفيف ،من دون ذكر الاضراب الذي دعت إليه ونفذته 33 نقابة مهنية الأربعاء الماضي .
حتى الآن لم يعلن أحد عن نتائج هذا الإضراب وماذا حقق ؟.
وهل أوصل رسالة ما ؟
وهل هو فعلا بداية لنوع أو مرحلة جديدة من الإحتجاجات لم يألفها أو يعتاد عليها المواطن الأردني , كما صوره بعض المحللين في المقالات التي تسنى لنا قراءتها على مدى الأسبوع.
الحكومة والمعارضة ذهبا الى الحد الأعلى , فالأولى وضعت قانونا بلغ الحد الأعلى في النسب والعقوبات , والثانية ذهبت الى الإضراب وهو الحد الأعلى للإحتجاجات , بمعنى أن كل واحد فرغ مشط مسدسه تماما ،فلم يعد بحوزته طلقة يرمي بها الهدف فقد تم تجاوز الهدف الى أبعد حد .
يعجبني الإضراب على الطريقة اليابانية , وأنقل طقوسه هنا عن مذكرات كتبها رئيس وزراء ماليزيا العائد الى الحكم في سن متأخرة جدا , وبالمناسبة وجدت هذه المعلومات على الشبكة العنكبوتية وهي متاحة .
الدكتور مهاتير محمد –رئيس وزراء ماليزيا عايش عن قرب أدق تفاصيل الحياة السياسية والإجتماعية في اليابان وهو لا يخفي إعجابه الشديد في تجربتها الحضارية التي أنتجت أفضل نموذج إقتصادي على مستوى المعمورة , لأن الوطن بين عيني المعارضة قبل أن يكون في عيون السلطة , ولا ن المعارضة والسلطة ليسا على مفترق طرق بل يلتقيان عند مصلحة البلد , ولأن المعارضة أيضا هي سلطة عندما تفوز بالحكم عبر صناديق الإقتراع والعكس صحيح في تداول السلطة , ولأن المعارضة لا تعتبر الحكومة عدوا للشعب .
وقد تذكرت هنا تحليلا إجتماعيا عرضه المرحوم الأستاذ فهد الفانك فسر فيه وجود النظرة العدائية للشعب نحو الحكومة وأعادها للموروث العثماني ،حيث السلطة كانت بحق عدوا للشعب تستنزفه وتسطو على مقدراته وأزيد على أستاذنا الفقيد فأقول أن الذاكرة العربية لا تزال تنظر الى الحكومات بإعتبارها وريثة الإستعمار وهي مفروضة عليها وأجنداتها كذلك فهي لا تثق بها على أساس هذه القاعدة , هذه حقيقة أملا , لا أستطيع أن أحدد لكنني أحيلها الى المتخصصين فهي تستحق الدراسة .
التجربة اليابانية في الإضراب كما نقلها مهاتير محمد في أسلوب الإضراب عن العمل في اليابان فيقول «يعمل اليابانيون بجد حتى أن احتجاجاتهم أو إضراباتهم تنظم بعد ساعات العمل. ربما يبدو أمرهم مسلياً أو حتى مضحكاً، لكنه يستند إلى أساس منطقي متين. فعندما يضربون عن العمل في أوقاتهم الخاصة، فإنما يقومون بذلك من أجل قضايا حقيقية، يتعاطفون معها بقوة وهم لن يضربوا عن العمل من أجل قضايا تافهة أملاً بتحقيق مزيّة غير حقيقية».
في اخر تصريح لنقيب المهندسين الأردنيين أحمد سمارة الزعبي خلال الإضراب , أراد أن يصور الإضراب بإعتباره دعما من المضربين للحكومة في مواجهة ضغوط خارجية , فقال: أن النقابات تعتقد بان الحكومة تتعرض لضغط كبير من صندوق النقد الدولي املا بان تقوم الحكومة بالاستثمار في الاردنيين بتحسين شروطها التفاوضية مع صندوق النقد الدولي.
النقابات المهنية إستثمرت في الأردنيين للي ذراع الحكومة .
الرأي