بعد يوم رمضاني متعب قضت معظم وقتها في اعداد الطعام انتظرت لحظات الافطار بشغف لتتناول فطورها وتحتسي قهوتها وهي تلك اللحظات الاحب على قلبها التي تبدد تعبها لساعات...
بعد ان انهت فترة استراحتها وقبل ان تبدا بصلاة التراويح قال لها زوجها : اليوم دعوت اخواتي على الافطار غدا نسيت ان اخبرك لانشغالي بالعمل فاذا اردتي ان احضر لك شيئاً اخبريني الان قبل ان اذهب للصلاة .. ؟
شعرت بغصة وتوتر ومشاعر غضب تعكس رفضها لمبدا الدعوة بهذه الطريقة التي لا تروق لها فكيف يقدم على ذلك قبل ان يخبرها ويتفق هو وهي على ذلك ...؟
لكنها التزمت بالصمت وهي تدرك بانها بالتاكيد ستجد حلا ولن تقوم باعداد الطعام !
قال قبل ان يخرج للصلاة .... : اذا اردت مني ان احضر شيء ،ابعثي لي برسالة .. وذهب !
شعرت بالغضب والحزن في ان واحد وتساءلت من هي حقا ...؟
هل هي الزوجة ام الخادمة ام انسانة اخرى تجمع هذه الالقاب -مع بعضها البعض - لتجسد ما تعيشه اليوم ؟؟؟؟
في كل عام يكرر زوجها ذات السلوك يقدم على دعوة اهله دون ان يخبرها مسبقا ويزيد العبئ النفسي والجسدي عليها وهي تعد افطارا لعدد كبير وبمفرده في كل عام من شهر رمضان المبارك تصر على عدم اعداد الطعام ،ما دام زوجها مصراً على اتباع هذا الاسلواب بالدعوات الرمضانية وتجاهلها وعدم تقدير تعبها ولكنها تعده لانها لا ترغب باثارة المشاكل على بيتها وابنائها بهذا الشهر الفضيل لكنها اليوم قررت الا تكرر ما تفعله بكل عام هي لن تقوم باعداد الطعام ولن تستجيب لمطالب الاخرين فقط دون ان يقدروا هم وضعها ويحترموا رايها .
ارسلت برسالة لزوحها كتبت فيها : في ظل انشغالي اليوم باعداد الطعام نسيت ان اخبرك بأنني غدا على موعد مع الطبيب الذي انتظرت اسابيع قبل ان يحددوا لي موعداً من الطبيب بسبب آلام الظهر الشديدة التي اعاني منها وقد اخبرتني السكرتيرة بان الطبيب بعد معانيتي سيقوم بارسالي للتصوير الاشعاعي اي ساقضي يومي كله خارج المنزل ولن اتمكن من العودة قبل الرابعة عصرا لذلك انا اعتذر عن اعداد الطعام للغد فانت لك الخيار اما بتاجيل الدعوة او باحضار الطعام من احد المطاعم والحضور مبكرا للمبيت لمساعدتي بتحضير طاولة الافطار.
بعد انتهاء الصلاة عاد زوجها للمنزل لم يحدثها ذهب للنوم مبكرا وهي لم ترغب بازعاجه فيبدو ان توتره كبير.
على مائدة السحور قال موجها حديثه للجميع : ماذا تفضلون غدا على الافطار فعماتكم عندنا وساحضر طعاماً هل من اقتراحات الى جانب الخاروف المحشي والمنسف ؟
لم يجب احد سوى بكلمات مقتضبة : هذا يكفي ...؟
ابنته قالت : لو هذا الطعام ستعده امي لبقيت بالمطبخ ساعات طويلة االله يعطيها العافية كل يوم تعد لنا الطعام ولكن لماذا لا تعدي الطعام لنا غدا وانا اساعدك يا امي ...؟
وقبل ان تجيب هي اجاب الزوج : لانها مشغولة عند الطبيب صعب تقوم بتاجي الموعد .... ؟
هي ادركت ان كلماته لا تخلو من الاستهزاء! لكن لا بأس فليقل ما يريد ما دامت قد فعلت هي ما تريد !
هو كان يعتقد انها ستعترض على هذه الدعوة قليلا كما في كل عام لكنها ستعود الى المطبخ لاعداد الطعام لتشعر باخر هذا اليوم بتعب لا يطاق وقد تقوم بشرب الماء بعد موعد الافطار بفترة لانشغالها بالضيوف ...
لكنها هذا العام قررت ان تبحث عن راحتها قليلا فيكفي انها تقضي ساعات صيامها بالمطبخ لاعداد الافطار لاسرتها
فهل هي مطالبة ايضا بتحمل اعباء دعوة كهذه دون ان يتم الاتفاق عليها مسبقا مع زوجها وتحديد موعد يناسبها.
بهذا اليوم هي كانت بامكانها اعداد كل هذا الطعام لكنها ليست معترضة على دعوة الاخرين بقدر ما هي تشعر بالاسى على عدم الالتفات اليها ولتعبها ومعاملتها وكأنها ملزمة بالبحث وتوفير الراحة للجميع باستثناء ذاتها .
في هذا اليوم ادرك زوجها جيدا بانه عليه ان ينظر اليها بعمق اكبر وان يبدا من عندها وينتهي ايضا من وجودها
وان يحترم وجودها ويقدر تعبها وحاجتها هي ايضا للراحة الرجال الذين يعتقدون ان شهر رمضان المبارك فرصة ثمينة ،لايصال زوجاتهم لمرحلة التعب الشديد واستنزاف كل قواها بدعوات رمضانية متتالية دون التوقف لحظة امام رغبات
واقتراحات الزوجة لهذه الدعوات فان موعد الطبيب وغيره سيكون حاضرا بدفتر مواعيد الزوجات ؛بل قد يقودها الامر
كله للدخول للمستشفى والاقامة هناك عدة ايام تستعيد صحتها وعافيتها بها ...
احترموا خيارات زوجاتكم ... وامنحوهن فرصة كبيرة للعطاء دون ان يشعرن بان هذا العطاء من باب المجاملة او الواجب فقط ...
الرأي