الوداع أنّى كانت طبيعته للشخوص أم للمكان أم للأحداث أم للزمان يحمل في طيّاته أقسى وأصعب أنواع المشاعر، وربما سببيّة ذلك تعود لأمرين: أولهما مُرّ وعاطفي لحرارة الموقف بعد تعوّد على حياة رتيبة، وثانيهما علقم ومُخيف من حتميّة البُعد المستقبلي وربما الفراق:
1. الوداع فيه غصّة وحسرة وخوف لكن أمل اللقاء يجعل منه سُنّة حياة مُستساغة ومقبولة.
2. الوداع مؤقّت أو دائم، فالمؤقّت فيه أمل وترقّب وأهداف، والدائم فيه إيمان وإنتظار لحرارة اللقاء بالجنة بحول الله تعالى، وكلاهما فيهما سُنّة حياة.
3. وداع الشخوص هو الأقسى نظراً لطبيعة المشاعر الإنسانية ورقّتها، لكنّ إقتران الأمر بتحقيق أهداف بعينها يخفف الحسرة والألم.
4. الشخوص الذين نُحبّهم حتماً لا نودّعهم لأنهم من حرارة الشوق يعيشون في سويداء قلوبنا وأهداب عيوننا، فوداعهم فيزيائي لا عاطفي أو كيميائي.
5. ربما خفّفت وسائل الإتصال والتواصل الإجتماعي كثيراً من قساوة مشهد الوداع المؤقّت، لكنه ما زال مُرعباً ومخيفاً نوعاً ما ويحمل في طيّاته الكثير.
6. الناس الذين يضعفون عند الوداع غالباً ما يجمعوا بين العاطفة ورباطة الجأش على السواء.
7. وداع اﻷحياء يكون على أمل اللقاء بهم عمّا قريب، ووداع اﻷموات يكون على أمل لقائهم في الفردوس اﻷعلى، اللهم إرحم أمواتنا وإجمعنا بهم بالجنة. آمين.
بصراحة: الوداع ليس بالسهل ولم يَعُد صعباً في ذات الوقت، لكن الأحاسيس والمشاعر تختلط أحياناً حُبّاً بمن نودّع وألماً على مشهد الفراق، والأمل بالمستقبل وتحقيق الأهداف واﻹيمان بالله حتماً يخفف من حرارة المشهد.
"مثل ما ودّعتوا تلاقوا"، آمين.
صباح الأمل للقاء