مع تصاعد موجة الاستثمارات وخاصة العقارية والمالية وضع الملك عبد الله الثاني عيونه على مصلحة القوات المسلحة الاردنية وحقها في المشاركة في عوائد التنمية باعتبارها الحامي الرئيس في الامن والاستقرار ودفع مسيرة التنمية الاقتصادية وكان للموقف الملكي استجابات متعددة في اكثر من موقع ولعل ابرز المواقع التي استجابت للدعوة الملكية كان البنك العربي الذي الزم هيئته العامة منذ التأمت في تشرين الثاني عام 2005 على مانسبته 2% من الاسهم التي تم اصدارها لغايات زيادة رأسمال وترجمة ذلك هو (3) ملايين و(520) الف سهم بسعر السهم (15) دينارا وكانت لصالح القوات المسلحة..وقد كان السعر منخفضا من اجل الحرص على ان تكون العوائد كبيرة ..وقد جاءت تلك الالتفاتة بمناسبة احتفال البنك بعيده الماسي (75 على تأسيسه) وقد انعم الملك عليه بوسام الكوكب الاردني من الدرجة الاولى..وكان القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية قد اوعز بتحويل (20) مليون دينار من ارباح هذه الصفقة العائدة لصندوق المشاريع التنموية والاستثمارية الخاصة بالقوات المسلحة والاجهزة الامنية لصندوق الاسكان العسكري الخاص بالافراد من اجل تحسين الظروف المعيشية لمنتسبي قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية وتوفير السكن المناسب لهم ولعائلاتهم وابقى على الملبغ المتبقي لدعم موازنة القوات المسلحة..الملك عبد الله الثاني تابع الموضوع وأوصى ان يظل صندوق الاسكان في نمو مضطرد اذ لن تعدم المصادر المالية لجعله في مقدمة الصناديق المختصة في هذا المجال..وكان رئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول الركن خالد الصرايرة قد علق على هذه اللفتة الملكية بتأكيد اعتزاز القوات المسلحة بتوجيهات الملك والمكرمة المتعلقة بتحويل (20) مليون دينار من ارباح صفقة بيع الاسهم المملوكة لصندوق المشاريع التنموية والاستثمارية الخاصة بالقوات المسلحة والاجهزة الامنية لصالح صندوق الاسكان العسكري الخاص بالافراد..

وعن طبيعة هذه الخطوة وتفاصيلها احالنا السيد عبد الحميد شومان مدير عام البنك العربي الى اجابة المفوض العام للصندوق الذي علق قائلا: ان هيئة الصندوق كانت قررت بيع الاسهم التي يملكها الصندوق في البنك العربي والبالغة ثلاثة ملايين و(520) الف سهم بسعر (28) دينارا للسهم الواحد لافتا الى ان هذه الاسهم التي قامت بشرائها شركة اوجيه المملوكة لعائلة الحريري بلغت قيمتها الاجمالية (98) مليونا و(560) الف دينار..وكانت هذه الاسهم قد خصصت للقوات المسلحة حيث قام الصندوق التابع للقوات المسلحة بشرائها بـ(64) مليونا و(289) الف دينار عن طريق قرض من بنك الاسكان للتجارة والتمويل.وجاء تعليق مفوض الصندوق المهندس اكرم ابو حمدان ليبين ان عوائد بيع الاسهم وظفت لسداد اجمالي القرض المستحق لبنك الاسكان لشراء الاسهم وكذلك تحويل المبلغ المتبقي من البيع لدعم موازنة القوات المسلحة/صندوق الاسكان العسكري..وقد جاء ذلك لتوجيه الملك في 29/1/2007 لدعم صندوق الاسكان العسكري الخاص بالافراد بمبلغ (20) مليون دينار..

شومان اعتبر الخطوة انجازا مثمرا وترجمة لما اراد الملك ان يتحقق في الربط مابين التنمية الاقتصادية ومختلف الشرائح الاجماعية وعلى رأسها القوات المسلحة لما لها من دور مبديا ارتياحه لدور البنك العربي في هذا المجال وداعيا مختلف المؤسسات الاقتصادية للانخراط في هذا الدور الوطني البناء..

الاهتمام بتوفير المساكن للمواطنين من ذوي الدخل المحدود ظل دائما اولوية ملكية يجري التوجيه اليها وخاصة للفقراء في الارياف والبوادي وقد تحققت في هذا المجال خطوات كبيرة ومازالت هناك اخرى ستتلو وقد كان جلالته اشرف وسلّم بنفسه العديد من هذه المساكن لمستحقيها دون ان يترتب عليهم كلف كما قام التوجيه باشراك القطاع الخاص الاردني وشركائه وتوفير كل الاسباب المحفزة له لانجاز مساكن للعاملين في التربية والتعليم وفي هذا المجال وقعت شركة تعمير الاردنية ممثلة برئيس مجلس ادارتها المهندس خالد الدحلة ووزارة التربية والتعليم ممثلة بالوزير الدكتور خالد طوقان مذكرة تفاهم لانشاء قرى إسكان المعلمين وهذه المذكرة باكورة لانطلاق مشاريع قرى اسكان المعلمين في جميع مناطق المملكة وقد بلغت طلبات المعلمين المقدمة حتى الان (36) الف طلب..

وفي سياق الدعوة الملكية لتعزيز ودعم الاسكان للفقراء قامت مبادرات عديدة من القطاع الخاص ومن هيئات خيرية اردنية وعربية كان منها أمس الاول ما دشنه السفير يوسف العنيزي سفير دولة الكويت الذي سلم مفاتيح (48) شقة سكنية مؤثثة للأيتام والأرامل والفقراء في منطقة الرصيفة بكلفة (2) مليون دينار وسط احتفال بالمناسبة وكانت جمعية الاصلاح الاجتماعي الكويتية قد اقامت هذا المشروع الخيري. وهو ما يترجم عمق العلاقة مع الكويت الشقيقة سواء على المستوى الرسمي بين القيادتين او المستوى الشعبي ولم يتوقف الدعم الذي كانت هذه باكورته على السكن بل تبعه دعم هؤلاء الايتام لاستكمال دراستهم..

التوجيه الملكي المستمر والذي يتطلع الى ترجمة سريعة وحقيقية له من جانب الجهات المسؤولة والتنفيذية يهدف الى وصول التنمية وعوائدها الى كل فئات المجتمع وخاصة المحتاجة كما يهدف الى ردم جيوب الفقر ومعالجتها والوقوف على حاجات الفئات المعوزة لما في ذلك من اهمية كبرى في صيانة نسيج المجتمع وتلاحمه والاستثمار في امنه واستقراره .

ولعل نموذج البنك العربي في دعم القوات المسلحة خاصة وان هذا الدعم توجه في معظمه الى توفير مساكن للافراد المنتسبين لها.. وكذلك الاجراءات والخطوات التي ينهض بها الديوان الملكي دون توقف اضافة الى حفز القطاع الخاص وتوجيهه ودعمه لانجاز خطوات حقيقية في هذا المجال ..

كل ذلك لجمع كل هذه الجهود وحتى تظل الاجيال الاردنية الشابة والطالعة قادرة على تجاوز التحديات الماثلة وتخطيها بتوفير السكن وفرص العمل والاسهام في البناء الوطني .. النهج الملكي تجاوز بمجتمعنا كثيراً من الصعاب ومازال والرؤية الملكية تحرص على ان يتمكن كل الاردنيين من نيل حياة كريمة بتوفير مستلزمات الحياة الاساسية..