نتحدث عن عولمة المرضى ومرض العولمة... فالعولمة التي هوت الى القاع حملت معها كل امراضها, الاقتصادية والسياسية والاجتماعية, حتى الامراض المعاصرة هي امراض عولمة, فمن جنون البقر الى انفلونزا الطيور الى انفلونزا الخنازير كلها تخطت حدودها الاقليمية واعتنقت نظرية العولمة في انتشارها!!.
في الماضي كنا نعرف الخنازير ونتحدث عنها بسبب معركة خليج الخنازير وهي المعركة التي انتصر فيها فيديل كاسترو على الغزاة من القوات الامريكية وفرقة المرتزقة من المهاجرين الكوبيين التي شكلها جون كنيدي باشراف المخابرات الامريكية...
واليوم عادت اخبار الخنازير لتحتل الصدارة في نشرات الاخبار بالدول التي تعاني من انتشار المرض والتي اعلنت عن اصابات بين خنازيرها... وهوالمرض الذي ظهر في المكسيك وبدأ الانتشار في دول اخرى بشكل عمّق الازمة الاقتصادية وعزز ركود الاسواق.
لقد استنفرت شركات الأدوية كالعادة, وكما سبق اثناء ظهور جنون البقر وانفلونزا الطيور من أجل انتاج ادوية مضادة لهذا الفيروس الخطير الذي تخشى المنظمات الصحية العالمية ان يتحول الى وباء عالمي!!
كنا نقول ان ثورة الاتصال جعلت العالم قرية صغيرة, والآن نكتشف ان هذا الوباء وما قبله, اكد هذه المقولة, فالعالم سفينة صغيرة, وما يصيب بعضها يهدد الجميع, وهذه السفينة كان يقودها ربان امريكي متهور أرعن اشعل النار في جوانبها وقلبها, تحت شعار امريكي يقول ان القوة العظمى والدولة الكبرى يجب ان تقود هذا العالم وتتخذ قرارات الهيمنة والسيطرة ومصادرة سيادة الآخرين...
الآن, وفي الازمات, بدأت تكتشف الولايات المتحدة حاجاتها الى هذا العالم الذي يحيط بها وتعيش في وسطه, خصوصاً بعد الانهيار المالي والركود الاقتصادي, وانتشار الأوبئة, والكوارث البيئية...
لذلك يجب على الرئيس اوباما ان يتصالح مع العالم الذي خربته العولمة الامريكية الصنع, ويجب ان يلتفت الى قضايا ومشكلات الشعوب الفقيرة والمضطهدة التي تعاني من الاحتلال ومن الاستعمار الاستيطاني, وقبل كل شيء وقف الحروب التي اشعلها المحافظون المتطرفون في العراق وافغانستان واطفاء بؤر التوتر في السودان والصومال...0
Kawash.m@gmail.com