هكذا ستفشل الحكومة الاضراب
30-05-2018 01:04 PM
عمون - لقمان إسكندر - لم يعرف الاردنيون فعلا جماعيا شعبيا قط. هبة نيسان امرا مختلف. تلك لم يشارك فيها المواطنون كلهم رغم تاريخيتها وانتاجها لعملية ديمقراطية استمرت منذ 1989 وحتى اليوم.
ربما الـ 72 سنة الماضية انفعل بعض المواطنين في فعاليات لقطاعات خاصة وفرعية، لم يتشرك فيها الا القليل منهم.. وربما لم يسمع بها الا القليل. كاضرابات اصحاب المهن، والعمال، معلمون او اطباء او ممرضين وعمال من كافة القطاععات، وغيرهم.
أما ما يرسمه الناس اليوم فإمر مختلف. إن الاضراب عن العمل الذي اعلنت عنه النقابات المهنية وانتشر حتى وصل نقابات اصحاب العمل وغيرها من الفعاليات، صيغة بات الاردني اليوم يتفحصها بحرص، ويريد لها ان توصل صوته للرسمي بصورة جدية: أنا احتج وانا جاد في احتجاجي.
ما يميز هذا الاضراب ليس في كونه فعالية شعبية وحسب بل اكثر من ذلك في ان شخصيات عرفت تاريخيا بقربها من "الرسمي" اعلنت او ناصرت او ألمحت بانها مع او تتفاهم ما يجري.
في الحقيقة لم تترك هذه الشخصيات وتلك الفعاليات من وسيلة، الا وحثت فيها الحكومة الكف عن سياساتها الاقتصادية القاسية، الا ان كل هذه الدعوات لم تجد سوى صدا عن سبيل الشعب.
يظهر المشهد مختلفا الاربعاء. نحن نتحدث عن قطاعات واسعة من الشعب الاردني تعلن تضامنها او مشاركتها او تفهمها لما يجري.
حسنا. هنا ما الذي ستقوم به الحكومة والحال هكذا؟ في الحقيقة الحكومة بدأت بالفعل ولم تنتظر الساعة العاشرة من صباح الاربعاء ليظهر للناس فيما اذا بدأوا بالاستجابة لدعوات الاضراب ام لا.
اذا كانت الخطوات التي ستعتمدها الحكومة هي نفسها التي بدأها الناطق الرسمي باسمها الدكتور محمد المومني فعلى آليات افشال الاضراب السلام.
المومني استبق الاضراب وقال ان 49 في المئة من التعليقات الرافضة لمشروع قانون ضريبة الدخل قادمة من سوريا.
هذا يعني ان الحكومة لا زالت تصم آذانها عن الدعوات التي تدعوها الى التراجع عن سياساتها الاقتصادية وحسب، بل وتعاند فيها، الى الحد الذي يمكن ان تقول فيها "أي شيء" ضد الاضراب. "أي شيء" حتى لو كان يعني هذا الشيء تحميل مسؤولية الاحتجاج على الاضراب لجهات خارجية.
ماذا نفعل اذن بالصراخ الذي نسمعه منذ أشهر ببل وأكثر على وسائل الاعلام على لسان اردنيين؟ ماذا نقول وقد نقلت الحكومة مناصريها الى "فئة صامتة" تخشى ان تعارض المعارضة؟
لمن يريد افشال الاضراب..ابعدوا الحكومة ومسؤوليها عن الصورة. إنهم يصبّون الزيت على نار الاضراب.
لحظة هذا لا يعني اني ضد ما يجري. بل يعني اني لا اثق بالحكومة سواء يوم تخطط للاقتصاد يتعمل فيه عمل الهدم، أو عندما تريد ان تحبط عملا شعبيا يدرك اصحابه جيدا وجعهم ومن المسؤول عنه.