في دول العالم أجمع سجلت المعارضة ألوان من الفوضى والتخريب ، الى الحد الذي نهش من أوصال الدول وأتى على كل ما فيها من حكومات و شعوب ومقومات و النتيجة مزيد من الموت والدمار و عودة الى الوراء مئات الأميال .
ربما كان ذلك من فرط المعارضة و سلبية الانظمة الحاكمة و قمعيتها ، و لكن الأردن في ذلك حالة خاصة لا يشبهه من فئة الدول المصنف من ضمنها دول العالم الثالث أحد ، فالأردن كان استثناء القاعدة فقر في الإمكانيات غنى في القيادة والحصافة والحكمة السياسية ، اتزان في التوجهات داخليا واقليميا و عالميا ، و ما يفوق ذلك انسانية القيادة و الشعبوية والمكانة التي يحظى بها القائد والوطن في نفوس الأردنيين ، مما يجعلهم في وجه محاولات التطاول والتخريب مخارز (و الكف ما بيلاطم مخرز ) ، فهي محاولة عشوائية باهتة يجرمها الشعب قبل المحاكم .
حالة الانتماء قضية مصيرية لا تقبل المساومة او الطرح رغم الضيق والضنك الذي نهش من جيب المواطن و تطاول على صفو عيشه ، فما زالت الحناجر تردد (الله ، الوطن ، الملك ) فهي ايمان راسخ بالقلب و قناعات استوطنت العقول ، لذلك ضرب الشعب الأردني أرقى صور الحضارة والرقي في النقد و التعبير و المعارضة البناءة ، مؤخرا طالعتنا الحكومة التي أجبرت على فرض قانون ضريبة الدخل بموجب تعليمات صندوق النقد و المؤسسات الدولية المانحة بما في هذا القانون من جرأة حقيقية على دخل المواطن و تكميم حقيقي له ، لكن و ضمن آلة جماعية سيكون ختامة أيار اعتصام سلمي وتوقف عن العمل بدعوة من النقابات و مؤسسات المجتمع المدني و الأفراد الذين وجدوا انها الطريقة المثلى لتسمع الحكومة الصمت و تصل الرسالة بأقل التكاليف و بأسمى الصور .
فمن سيشارك في الوقفة المقررة ، شارك أيضا في حفل الاستقلال و الاحتفالات التي غمرت المملكة بهذا المناسبة ، وما زال يطوق للاحتفال بيوم الجيش ، يحتفل بالأردن قيادة ووطن ، وسيقف محتجا حفاظا على الأردن .
المعادلة لنا نحن الشعب يحكمها و يوزنها ( الأردن ) ، بالروح بالدم نفديك يا أردن لن نرضى بأية مهاترات تجرنا للويل و لحال دول الجوار ، و لن نزج بأنفسنا بالتهلكة الا لبقاء الأردن حرا عزيزا عصيا على محاولات التمزيق او الفوضى ، لن نكون نسخة مكررة من شعوب القهر والخوف والموت ، لن نكون رقعة شطرنج و ساحة مبارزة ، لن نكون الا الأردن الذي أرادته القيادة الهاشمية .
نعم يا سادة نحن الأردن .