شاهدت فيديو على منصات التواصل الاجتماعي وصدمت من هول ما شاهدت... عدته أكثر من مرة وأنا أكذب عيوني.. شلة من البلطجية والزعران يهاجمون إحدى دوريات المرور ويعتدوا عليهم ضربا غير مكترثين بزيهم وشعارهم الذي يعشقه كل أردني حر حتى مرتبة القداسة.. نعم حتى القداسة.

البلطجية والزعران وغيرهم أصبحوا يتمادون على رجال الأمن العام (بالظهر الحمرا) ... لايردعهم قانون ولا أعراف اجتماعية.. ولا تربية بيتية.. فبعض البيوت تدرس أبنائها على كراهية رجل الأمن العام وتصوره بصورة العدو.

السلوكيات تغيرت وطبيعة الإنسان الأردني البسيط تغيرت وأصبح البعض لا يحترم رجل الأمن العام والاعتداء عليه بطولة.. وللأسف أن مديرية الأمن العام لم تقوم بخطى تغييرية توازي التغيرات السلوكية والدمغرافية والثقافية وحتى الجرمية التي تشهدها المملكة.. وبقيت تتعامل مع بعض المواطنين وخاصة (النفوس المحمضة) على كل من يرتدي شعار الشرف والرجولة.. وأن الاعتداء عليه يعتبروه نوع من الرجولة.. والتباهي بالنفس.

كل دول العالم تمنح بقوانينها حماية مشددة لرجال الأمن العام.. كيف لا وهو الذي يتعامل مع المجرمين والبلطجية والزعران.. والأزعر ليس شرطا من أصحاب الاسبقيات ومكرري الجرائم.. فبعضهم لديه ميول إجرامية ويتحين الفرصة للتعبير عن هذا الميول.. وما فيديو الاعتداء على رجال المرور إلا شاهد على كلامي هذا.

الباشا الحمود رجل حديدي وكل صفات القيادة الفطرية والمكتسبة متوافرة به بنسب لم تتوافر الا ببعض اقرانه السابقين.. صاحب قرار جريء.. لذلك عليه إعادة النظر بآلية التعامل مع (المجرمين الكامنيين) أو المجرم المحتمل.. وإعادة النظر (بفوبيا) التعامل مع المواطن التي تعاني منها شريحة واسعة من رجال الأمن العام.. وضرورة إعادة ترميم معنويات رجال الأمن العام بصورة كبيرة رغم الشهادة لله أن الجنرال الحمود أعاد خلال فترة قصيرة جزء لا بأس به منها.

الاعتداء على رجال الأمن العام هو اعتداء على هيبة الدولة.. وهو بداية التطاول على مقدرات ومكتسبات الوطن.. فلا بد من إعادة النظر بالمواد القانونية الخاصة بالتعرض أو الاعتداء على رجال الأمن وتشديدها.. والعودة إلى محكمة أمن الدولة للنظر بهذه القضايا أولوية مستعجلة للجنرال الحمود بإقناع مجلس الأمة بشقيه والحكومة بذلك.

الاعتداء على رجال الأمن العام سواء بالضرب أو الشتم أو التهديد سمة واضحة للجميع.. ولا بد من وضع حل مستعجل لها.

أعتقد ان (المجرمين المحتملين) تحدي جليّ للجنرال الحمود.. ويعتبر من الجرائم المقلقة لرجال الأمن العام.. فكيف يتعامل معها صاحب الكاريزما الحديدية.. وكيف سيضع المسرعات الخاص.. والقضاء نهائيا على (فوبيا) التعامل مع المجرمين والبلطجية المحتملين.. أعتقد الباشا الحمود لها.. وأنا أثق كل الثقة بهذا الرجل.. وكما قلت في مقال سابق (وضعت بيضاتي) جميعها في سلته.. لننتظر انا من المنتظرين.. وللحديث بقية.