عيد العزة والكرامة الوطنية
أحمد جميل شاكر
26-05-2018 01:37 AM
في الخامس والعشرين من شهر أيار عام 1946 ارتفعت الراية خفاقة من قصر رغدان العامر، ليدوي صوت أمير البلاد -آنذاك- الملك المؤسس المغفور له الملك عبدالله بن الحسين معلنا عن فجر يوم جديد يحمل معه كل معاني العزة والكرامة الوطنية ايذانا بالاستقلال.
ومع شمس الاستقلال التي تشرق بأنوارها فتفجر ينبوع الضياء المسمى نهارا يفجر عيد الاستقلال في شعبنا الاردني الوفي والعريق والاصيل ينبوع الكبرياء والاعتزاز القومي والكرامة الوطنية.
الاستقلال ما هو الا علامة فارقة ومنعطف في يقظة الشعب لتحقيق مجد الوطن وبناء نهضته وسؤدده وهو يأتي اثر ملاحم بطولة وحملات رجولة مالت دونها العلياء، ولهذا فإن ذكرى الاستقلال تغمر النفوس الاردنية الأبية بموجة اعتزاز عارمة وتعمق فيها حب الحمى والتضحية من اجل شموخه وعلاه.
ان الاستقلال حدث جليل في تاريخ البلاد، وان الذين واكبوا تلك الأيام يعرفون حجم الانجاز الذي تحقق خلال العقود الماضية حتى غدا الأردن نموذجا يحتذى في العلم والطب والسياسة والثقافة والتقدم والازدهار.
لقد تجاوز الأردن بقيادته الهاشمية المظفرة كل الصعاب والعقبات التي واجهت مسيرته فكانت نكبة فلسطين اول الامتحانات التي واجهت الاستقلال بعد عامين فقط من ارتفاع راية الحرية في سماء عمان، وكان هذا البلد الذي يعتز بأنه وريث الثورة العربية الكبرى هو الحضن الدافئ لكل الاخوة الذين فقدوا كل ما يملكون في فلسطين وتقاسم الانصار من ابناء الاردن مع اخوانهم المهاجرين من فلسطين لقمة العيش وسط ظروف اقتصادية صعبة وبقي الاردن المدافع والحامل لراية الحق الفلسطيني.
لقد حقق الاردن انجازات في كل المجالات فكان طودا منيعا وواحة معرفة تضخ العلماء والادباء والاطباء والمهندسين والمثقفين.
وإننا نتباهى بأن ابناء هذا الوطن الغالي قد أسهموا ببناء نهضة علمية في العديد من ارجاء الوطن العربي حتى ان كبار المسؤولين في دول عربية يعتزون بأنهم تتلمذوا على ايدي اساتذتهم في الجامعات والمعاهد العسكرية الاردنية، ويكفي اننا -ولله الحمد- اسرة واحدة تنعم بالأمن والامان والاستقرار واجواء الحريه التي حرمت منها العديد من الدول والشعوب المجاورة والبعيدة، وأن عيد الاستقلال مناسبة للتوجه بالشكر والتقديروالعرفان لقواتنا المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية المختلفة درع الوطن وعيونه الساهرة.
وبهذه المناسبة نرفع الى مقام سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين باقات الاعتزاز والولاء والاخلاص مزينة بكل الورود والرياحين، فهو الذي يصل الليل بالنهار حاملا هموم وطنه الصغير والكبير الى ارجاء الدنيا، فله من اعمق الاعماق أسمى عبارات التهنئة والتبريك وكل عام والوطن وقائد الوطن بألف خير.
الدستور