نادين لبكي .. وقاحة في حب "الحياة"!
رجا طلب
25-05-2018 09:45 PM
ارتكبت الفنانة والمخرجة اللبنانية المبدعة نادين لبكي "جريمة" لا تغتفر بحق لبنان وسمعته عندما حصل فيلمها "كفر ناحوم " مؤخراً على جائزة مهرجان "كان" السينمائي، فهذه الجائزة في عرف وثقافة بعض اللبنانيين هي عنوان للابتعاد عن الوطنية وطعن للمقاومة، وربما تكون في ذهنهم أيضاً "عنواناً" للعمالة والارتباط بالعدو الإسرائيلي، فهذا البعض الذي أتحدث عنه لا يعرف من الحياة إلا مرارتها وسوادها ولا يرى حيويتها إلا في اللطم على الخدود، والنواح والضرب على الصدور.
النائب اللبناني نواف الموسوي عن الكتلة المسماة "الوفاء للمقاومة" والمعروف بصلفه السياسي والفكري انتقد بشدة العمل الإبداعي للفنانة نادين لبكي وجائزة مهرجان "كان" المقدمة لها ولفيلمها حيث قال في تغريدة له: ".. بلا لبكي، بلا وجع رأس: وقت الجدّ ما فيه غير سلاحك بيحميك"، في رسالة واضحة مفادها: أن الحياة تبدأ مع السلاح والموت، وأن الموت هو المعيار لكل شيء في الحياة.
نواف الموسوي وغيره من قيادات "حزب اللطم" لا يستطيعون السكوت عن النجاحات التي يحققها اللبنانيون في العلم أو الفن أو الرياضة أو أي مجال من مجالات الحياة والسبب أن مثل هذه النجاحات تشكل حالة نقيضة لهم ولعقيدتهم كما سيؤدي السكوت عنها وعدم مقاومتها إلى أن تصبح حالة "تُعري" وتفضح السوداوية والتخلف الفكري الذي ينشره حزب اللطم في الأوساط الشعبية اللبنانية.
نادين لبكي قاومت إسرائيل وانتصرت عندما رفعت اسم لبنان عالياً في أحد أهم المهرجانات السينمائية العالمية، فإسرائيل يهزها ويرعبها التحضر العربي النسبي الذي ينزع عنها حالة الاستفراد بهذه الصفة، فهي أي إسرائيل ترتكز في دعايتها السياسية ومنذ بدء الصراع معها في الأربعينيات من القرن الماضي على فرضية "التخلف العربي" وهمجية المجتمعات العربية شعوباً وحكاماً وغياب أي نظام ديمقراطي لدينا يحقق العدالة والمساواة، وحالة مثل حالة نادين لبكي وجائزة مثل جائزة فيلم " كفرناحوم " الذي يسلط الضوء على اللجوء السوري بسبب الحرب وما تسببت به من مآس، هي بكل تأكيد هزيمة لتلك الدعاية ولكن بالإبداع والفكر وليس بالدم والدمار والسلاح مثلما يريد نواف الموسوي أو غيره من قيادات هذا الحزب "اللطيم".
"عناترة" القتل والسلب والترويع وتجار الحشيش وأصحاب "الهيبة" قد لا يقتنعون بمنطقي هذا، فالدم بالنسبة لهم غاية بحد ذاتها، وأي منطق آخر هو هزيمة واستسلام وعمالة، والفن وكل أعمال الإبداع الأخرى ما هي إلا "بدع" من عمل "الشيطان".
في حالة "نادين لبكي" يمكننا التقاط مفارقة مهمة للغاية تتمثل في التحالف القوي بين إسرائيل وحزب "اللطم"، فالطرفان يستثمران في الدم والقتل، ونادين لبكي تشكل حالة معادية للطرفين، فهي وكل من هم على شاكلتها ليسوا في ذهنية "العدوين المتحالفين" إلا مجرد أعداء للقتل، وهو مشروع خطير للغاية وغير مسموح له بان يكبر أو يتضخم، فالتجارة بالدم هي التجارة التي تجر المال والسلطة.
... من نواف الموسوي لنادين لبكي: لا نريد إبداعك، نريد دماً وقتلى وجنائز ولطماً!!
24: