الملك أدرك ذلك منذٌ البداية
النائب الاسبق م.سليم البطاينة
21-05-2018 01:18 PM
الاْردن اثبت نفسه بأنه الدولة الوحيدة بالمنطقة والمتحضرة في أقليم مليء بالمتطرفين ، فالسياسة الاردنية كانت ولحد كبير متوازية تفرضها على ارض الواقع وبالتناغم مع الادارة الإقليمية والدولية والتي تمكنه من مجارة وضع صعب ينعكس بأقل التكاليف على الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ، الأمر الذي حتم علينا الانطلاق من حسابات دقيقة للوضع !!!!!! لأن الخارطة معقدة باجنداتها ؟؟؟ ويجب علينا أن نعي جيداً أولوياتنا وأن يكون لنا دوراً في رسم سياسات المنطقة ، وان تتسم مواقفنا بالحذر والسير على خط رفيع في توازوناتنا في ظل ضبابية السيناريوهات الغير مضمونة في التعامل مع قضايا المنطقة ؟؟؟ وأن لا نبقى لوحدنا ولا نجلس على كراسي الاحتياط ونبقى لاعبين أساسين ، وأن لا نخسر دورنا لصالح أي كان ؟؟
فالعالم كان وما يزال ينظر الى الاْردن بأنه أحد قادة معسكر الاعتدال والحكمة ، وذلك اكسبنا مناعة وقوة!!!!! فجلالة الملك أدرك منذُ بداية أزمات المنطقة غياب استراتيجيات دولية حاسمة في معادلات كبيرة وحاسمة ومهمة ، لكنه حافظ على أن يكون للأردن رقماً اساسياً في أي معادلة قادمة ، فكانت رؤيته واضحة إزاء التعامل مع حالة الاشتباك والتعقيد التي تتسم بها أزمات المنطقة ، وأعفى بلاده من الانخراط العسكري بالإقليم ، ولَم نزاحم القوى الإقليمية !!!!!! فكانت توجيهات الملك الدبلوماسية الاردنية بالمحافظة على رشاقتها في الالتحاق بالتحولات الدولية المستجدة!!! واضعة في نصب عينيها مصلحة الاْردن فوق كل شي ، أخذين بعين الأعتبار السياسات الجديدة للولايات المتحدة الامريكية وهي ( تحالف المال والسلاح والإعلام )
فأزمات المنطقة والخليج بشكل خاص كان لها دوراً كبيراً في ارتداداتها السريعة على الاْردن !!!!!!!!!! وهي في منطق الجغرافيا لكنها قريبة كل القرب من منطق السياسة والمصالح المتبادلة ؟؟ فدول الخليج ماضية بأيدلوجيا جديدة بالسياسة والاقتصاد والاجتماع ، فالاردن لا يستطيع تحمل مزيداً من الانتكاسات الاقتصادية والاجتماعية !!!! فما زالت مواقفنا من من القضية الفلسطينية تنطلق من مناهج ثابتة أخلاقية وأنسانية ودينية راسخة لن تغيرها المتغيرات ولا الأحداث الجارية الان !!!!! فالقدس بعروبتها وهويتها التاريخية والدينية قبلة لجميع الشعوب من مختلف الأديان وهي جوهر الحل العادل والشامل ، والمساس بالقدس هو مساس باستقرار المنطقة بأسرها