الانصات للفقراء .. أبعاد للمتسولين ..
د.حسين محادين
24-04-2009 01:52 PM
× الانصات لا يعني الاستماع فقط ؛ بل هو تجنيد الحواس والاقلام للاصغاء وتدوين ما يقوله ويقترحه الفقراء عبر لقاءات ممنهجة تهدف الى الاستفادة من مقترحاتهم العمليةلكيفية توفير وأيصال المساعدات لهم بصورة تحترم انسانيتهم من جهة، ومن الجهة الثانية تأديةمجتمعنا لدوره التكافلي والمساندوعبر مؤسساته لهذه الشريحة من اهلنا الطيبين .
* مؤتمرات وورشات عمل كثيرة أقيمت في فنادق واماكن باذخةربما وتحدثت بأسم هؤلاء الغائبون عنها ،وهم قضها وقضيضها كما يُفترض ، فاصبح اصحاب العلاقة من الفقراء والمحتاجين وكانهم اسم حركي لشيء غائب عن مكانه الطبيعي بحثا ومشاركة من قبلهم،ومع هذا تصدر التوصيات بأسم فقراء غير ممثلين في مثل تلك الورشات او المؤتمرات.ومن الطبيعي ان اثير هنا عددا من الاسئلة الاستفهامية، مع التقدير المسبق لم تقوم به الجهات المتعددة في بلدنا من انجازات في هذا السياق :-
* هل لدينا شهادات حية مدونة بصورة علمية وهادفة للحل _اي انها شهادات غير انطباعية_ رشحت من اصحاب المعاناة انفسهم كمحاولة منا لابعاد مفهوم التفكير بالانابة عنهم؟ أو هل استفدنا او حاولنا الاستفادة فعلا من ارائهم في الحلول المقترحة منهم كأصحاب لمشكلة الفقر ابتداء و التي باتت تؤرق الوزرات المختصة واصحاب القرار لابل اصبحت مشكلة في الامن المجتمعي عموما وهي الاخذة في الاضطراد كما تشير الاحصاءات الرسمية؟.
* اقول الذي سبق مُكرا بأن لدينا خلطا واضحا كمواطنين بين الفقراء الذين يجب ان نساعدهم دينا ودنيا وبين المتسولين الذين أمتهنوا التسول ولديهم مجندون من الاطفال والنساء الذين يقمون بالتسول لصالح اشخاص يعيشيون في الخفاء وهم المستفيدون دون غيرهم، خصوصا ان لدينا في الاردن ضعفا اعلاميا وتنويريا في تسويق المؤسسات الوسيطة والموثوقة والمؤهلة لجمع الزكاة والتبرعات واعادة توزيعها على مستحقيها بالفعل، خصوصا ان النية بالتصدق هي الاساس في حصول الاجر والعلم عند الله ؛الامر الذي سيجفف منابع التسول ويزيد من حصة الفقراء في الاستفادة من زكوات المواطنيين والمؤسسات الداعمة محليا وعربيا وحتى انسانيا.
* هذه دعوة للتخلي عن التفكير واجتراح الحلول بالنيابة عن الفقراء وضرورة الاصغاء لهم والاخذ بالعملي من مقترحاتهم، وهي دعوة متواصلة للارتقاء بالخطاب التنويري والاعلامي بمضمونه الديني بهدف تبصير المتبرعين افرادا ومؤسسات ان تبرعاتهم يمكن تصل عبر مؤسسات وسيطة لتعذر معرفتنا- كما كان الوضع بالسابق لصغر المجتمع- من الفقراء فعلا ونحن في مجتمع كبير والعلاقات غير الشخصية هي السائدة فيه مثلما ان القيم الفردية اخذة في التضخم في مجتمعنا الامر الذي يبعد احساس البعض بالدونية اذا ما مارس عملية التسول؛ ولهذا علينا جميعا السعي والابلاغ عن المتسولون الذين يستغلون عواطفنا وواجباتنا الدينية في ضرورة اعطاء الزكاة فيحرفوا اهدافنا السامية عن التكافل مع المحتاجين والعفيفين في مجتمعناالاردني عربا ومسلمين.