في جلسة أو قل ندوة شعبية ضمت عددا من الأشخاص ممن أعرفهم وممن لا أعرفهم، دار نقاش أو قل جدلا بيزنطيا حول كيفية نشأة داعش وأصلها وفصلها و"بصلتها المحروقة" في تدمير ما تم تعميره.
مما لفت نظري أن أحدهم قال: "يقولون" أن داعش صناعة روسية. و راح يصول ويجول طولا وعرضا في تقديم الأدلة والبراهين على ذلك.
كنت قد بحثت فيما بعد الندوة الشعبية هذه في الشبكة العنكبوتية فيما إذا كان هناك تقرير أو بحث أو تحليل يشير من بعيد أو من قريب إلى أن داعش صناعة روسية فما وجدت لا من هذا ولا من ذاك.
وعليه لا أدري فيما إذا كان هناك شخص ما على وجه المعمورة كلها كان قد افترض هذه الفرضية ما عدا "حضرة جنابي".
أكاد أجزم أنني وحدي أنا –وأعوذ بالله من كلمة "انا"- افترضت هذه الفرضية في أكثر من منشور على جداريتي الفيسبوكية.
وقبل نحو عام، وهنا في "عمون"، وفي نفس الزاوية تحديدا، نشرت مقالا بعنوان "داعش: صنع في روسيا" استعرضت فيه فرضيتي تلك، وسقت فيه أدلتي وبراهيني عليها. وقبل نحو ثلاثة اسابيع أشرت في مقال آخر لي بعنوان "الطبخ أميركي، والبهارات روسية" نشر هنا أيضا في "عمون" في الزاوية عينها بأن داعش هي بهارات روسية!
وفي أكثر من مجلس دافعت بشراسة عن وجهة نظري في هذا المجال، وفي أكثر من موضع طرحت رؤيتي في هذا الموضوع الشائك المحير مدعومة بحجج منطقية تكاد تكون واقعية!
وعليه، على ما يبدو إما أن "المحترم" كان قد قرأ منشوراتي الفيسبوكية و/أو مقالي أو أنه سمع أحدهم ممن قرأها يتحدث عن فرضيتي فنقلها "كوبي بيست"، ودليلي في ذلك أنه استخدم نصا وحرفيا بعض الأدلة التي استندت إليها!
على كل، ما أود قوله لكل من قرأ منشوراتي و/أو مقالي عموما و"للمحترم" تحديدا أن وزير الخارجية الأميركي سابقا هيلاري كلينتون تعترف في كتابها (Hard Choices) وترجمته "خيارات صعبة" أن الولايات المتحدة لعبت دورا رئيسيا وأساسيا في صناعة داعش! وما خفي أعظم! ثم "طبشها" موقع كندي تحدث عن سبع دول ساهمت بشكل أو بآخر في صناعة داعش، مبينا بوضوح تام أن للولايات المتحدة دور مفصلي وهام في تلك الصناعة الدموية! ولم تكن روسيا من بين تلك الدول التي ذكرها الموقع.
وعليه أقول وبكل شجاعة: اجتهدت فأخطأت خطأ فادحا فعذرا منكم جميعا!
والاعتراف بالخطأ فضيلة! والفضيلة خير!