خبراء : مسيرات العودة تمهد الأرض لمولد انتفاضة فلسطينية تاريخية
15-05-2018 01:44 PM
عمون - توقع خبراء أمن وعسكريون مصريون، تحول «مسيرات العودة» إلى انتفاضة فلسطينية تاريخية، أي تشمل « كامل أراضي فلسطين التاريخية»، ولن تقتصر على الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، وأن تطورات الأحداث الأخيرة، تمهد لإنفجار الانتفاضة الفلسطينية التاريخية.
ويؤكد الخبراء، أن هناك مؤشرات من داخل فلسطين المحتلة 1948 وداخل الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، تحمل دلالات تصاعد الحراك الشعبي الفلسطيني حول حق العودة، وفي ظل التطورات الأخيرة، من نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة، وسقوط القناع عن الوسيط « غير الآمين» في عملية السلام، ولم يعد أمام الشعب الفلسطيني سوى المقاومة السلمية دفاعا عن حقوقه المشروعة، ولم يعد أمامه سوى أن يوقظ الضمير العالمي، والذي بدأ يتحرك بالفعل مع مذبحة غزة وسقوط أكثر من 70 شهيدا وأكثر من 3000 جريح فلسطيني.
وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي، د. عبد الوهاب الراعي، في تصريحات للغد، أن فعاليات وأنشطة «مسيرة العودة» منذ 30 مارس / آذار الماضي، وما تحقق من صور صمود ونضال وتضحيات، وأيضا مستجدات «الاختراعات» من الأسلحة الشعبية، بدءا من المرايا العاكسة، والإطارات المشتعلة، لضرب الرؤية لدى جنود الاحتلال، ثم الطائرات الورقية الحارقة، والتي تسببت في خسائر مادية كبيرة في محيط المستعمرات «المستوطنات» الجنوبية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة.. وكل هذه التطورات المتلاحقة خلال شهرين تقريبا ( 52 يوما) حتى الآن، تمهد الأرض الفلسطينية المحتلة لانفجار «انتفاضة عارمة» تشمل أيضا مدن داخل فلسطين 48 والتي بدأت تخرج في تظاهرات ضد دولة الاحتلال من أجل حق العودة الذي تطالب به مسيرات غزة وتطالب به تظاهرات الضفة الغربية المحتلة.
ولم يستبعد الخبير الأمني، اللواء محمد زهير، أن تتحول التظاهرة الجماهيرية التي يشهدها قطاع غزة، تحت شعار «مسيرة العودة الكبرى» إلى «انتفاضة فلسطينية كبرى»، تعم كافة الأراضي الفلسطينية وخاصة بعد أحداث 14 مايو/ أيار، التي شهدت سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، مع الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.. وقال اللواء زهير للغد، أمامنا مؤشرات هامة لانتقال فعاليات مسيرة العودة إلى انتفاضة فلسطينية عارمة :
أولا تفاعل الداخل الفلسطيني ( فلسطين التاريخية المحتلة في العام 1948) مع مسيرات العودة في قطاع غزة، وتظاهرات العودة ايضا في الضفة الغربية المحتلة، كما اشتعلت المدن الفلسطينية في الداخل 48 غضبا ضد المذابح والمجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة، وقد تبدت بوضوح وحدة المشاعر الفلسطينية بين الشعب الفلسطيني المقسم داخل فلسطين 48 وخارجها في الأراضي التب احتلت في 67
وثانيا: الشعب الفلسطيني فقد الثقة في السياسة والسياسيين، ولم يجن شيئا سوى مزيدا من العنف والبطش الإسرائيلي، وتدهور الأوضاع إلى الأسوأ والأخطر، بينما دولة الاحتلال تمارس «قضم الأرض» وتتمدد في عمليات الضم والتهويد، وليس أمام الشعب الفلسطيتي سوى أن يقول (هو) كلمته.
وثالثا: فإن مسيرة العودة جذبت اهتمام ومتابعة العالم للقضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين تحت نير الاحتلال، ولذلك فإن الانتفاضة العارمة هي وحدها التي ستجعل القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام العالمي، وهو ما حدث بالفعل مع انتفاضة الحجارة التي انفجرت في شهر ديسمبر/ كانون الأول 1987
ويؤكد الخبير اعسكري، العميد علوي فهمي، أن الحقائق التي يتجاهلها البعض من السياسيين سواء داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو خارجها في العالم العربي، أن ما قبل تاريخ «مسيرة العودة الكبرى» يختلف عما بعدها، لأن الوضع لن يهدأ، ولن يتراجع الفلسطينيون عن مواجهة سلطات الاحتلال والتصدي لكل ممارسات العنف، ومن المرجح أن تنتهي مسيرات العودة بانتفاضة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وقال العميد فهمي للغد: لن يستطيع أحد التحكم في مشاعر الجماهير، التي قدمت 111 شهيدا و13 ألف إصابة منها 52 في حالة الخطر الشديد، منذ انطلاق مسيرات العودة، وبعد النجاح الذي حققته المقاومة الشعبية السلمية بوسائل جديدة فاجأت العالم بأسره، مثل الطائرات الورقية المذيلة بفتائل مشتعلة، ومناطيد بدائية تحمل قنابل مولوتوف، ومحاولات اقتحام جماعي للأسلاك الشائكة، وهذا التطور النوعي في المقاومة الشعبية الفلسطينية، لن يخمد بل ينطلق من جديد من خلال انتفاضة كبرى شاملة، وهو الأمر الذي تتحسب منه وتخشاه دولة الاحتلال، بينما نحن في العالم العربي نكتفي بالمشاهدة فقط.