امين اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
محمد عربيات
19-05-2018 01:44 PM
المسجد الاقصى الذي يقع في قلب مدينة القدس ويعد من اقدم المساجد وكما روى النبي محمد صلى الله عليه وسلم انه بني بعد بناء الكعبة باربعين عاما وورد ذكره بالقرأن الكريم لعظمته وذلك بسورة الاسراء والمعراج وذلك بقوله تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البصير صدق الله العظيم وكما قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: «لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا (المسجد النبوي)، والمسجد الأقصى .
للقدس مكانة دينية لدى المسلمين على مر العصور ومرت بمراحل تاريخية متعددة معروفة الى ان جاء الوقت ليتم استلامها من قبل الخليفه العادل عمر الفاروق كطلب البطريرك صفرنيوس وذلك عام 636 للميلاد وتم توقيع العهدة العمرية وشروطها المعروفة حيث نصت العهدة العمرية على ما يلي :-
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل ايلياء من الأمان ، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها ، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صلبهم ، ولا من شئ من أموالهم ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ،ولا يكن بايلياء معهم أحد من اليهود وعلى أهل ايلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن ، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص . فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم . ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية ، ومن احب من أهل ايلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلى بيعهم وصلبهم ، فانهم آمنون على أنفسهم حتى يبلغوا ما منهم ، ومن كان بها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله ، لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم ، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية .
الاطماع الصليبية بقيت قائمة وبسبب الخلافات ما بين الشيعة والسنة والتي استغلها الصليبييون حيث ارسل الوزير الفاطمي الافضل الى الصليبيين سفارة عام 1098 م يعرض فيها محالفتهم ضد الأتراك السلاجقة لاحتلال القدس .
واستطاع الصليبيون بعد محاصرة المدينة دخولها في 14 تموز من عام 1099 ميلادي وعاثوا فيها قتلا وتدميرا بعكس المسلمين كما سبق واشرنا ومنذ ذلك الوقت اصبح تحرير القدس رمزا لتحرير فلسطين وخلال فترة احتلال الصليبيين للقدس التي استمرت 88 عام لم يسمح لاحد من المسلمين بالاقامة داخل المدينة .
تمكن صلاح الدين الايوبي من تحرير القدس ودخلها باليوم الثاني من شهر تشرين الاول لعام 1187 ميلادي بعد ان خاض معركة حطين المعروفة .
هذه مقدمة تاريخية حول القدس للتعريف باهميتها المقدسة لدى المسلمين بعد تعرضها للاحتلال وتحريرها لتعود مدينة اسلامية مقدسة اما الدور الاردني والرعاية للاماكن المقدسة فمن المعروف قيام وحدة الضفتين عام 1948 وتطبيق القوانين الاردنية على ما تبقى من اجزاء من فلسطين لم يتم احتلالها وبقيت خاضعة للسيادة الاردنية الى ان تم احتلالها بشهر حزيران من عام 1967 وبالرغم من الاحتلال الصهيوني الا ان الاماكن المقدسة بقيت تحت رعاية وزارة الاوقاف الاردنية وبموجب اتفاقية العار وادي عربة عام 1994 نصت على اشراف الاردن على الاماكن المقدسة وتعهدها باحترام هذا الدور .
وعلى اثر قرار فك الارتباط بين الاردن وفلسطين الصادر عام 1988 وابقت منظمة التحرير الفلسطينية الوصاية للاردن قائمة على المقدسات بالرغم من قرار فك الارتباط الى ان تم توقيع اتفاقية بشهر اذار عام 2013 اعطت الاردن حق الاشراف على الاماكن المقدسة بموجب اتفاقية خطية.
قام الاردن بعمليات اعمار واسعة للاماكن المقدسة شملت ترميم بمختلف المواقع وفرش السجاد وبناء منبر صلاح الدين الايوبي الذي حرق بحادث متعمد عام 1968 وكذلك قبة الصخرة المشرفه ووصل الامر ان تبرع الملك حسين رحمه الله من ماله الخاص بمبلغ لا يقل 8 ملايين دولار كما تم الاهتمام ايضا وترميم للاماكن المسيحية مهد المسيح والقبر المقدس.
ولا بد لنا ان نذكر قول جلالة الملك حسين رحمه الله وغفر له ( القدس قدسنا وستبقى لنا ولن نفرط بذرة من ترابها الطهور ) واستمرارا لهذالدور فجلالة الملك عبدالله الثاني استمر في الاهتمام بالقدس وما تحويه من اماكن مقدسة وقاد في كل المحافل الدولية الدفاع عن القدس باعتبارها مفتاح السلام بالشرق الاوسط ونذكر موقف جلالته اثناء قضية تركيب البوابات الالكترونية من قبل العدو الصهيوني وعرقلة تركيب كميرات المراقبه والسيطرة الاردنية على هذه الكميرات مواقف جلالته من قضية القدس لا تلين في مواجهة تهويد القدس .
اما احدث موقف فهو قضية نقل السفارة الامريكية للقدس بعد قرار الرئيس الامريكي ترامب والتصريحات الرسمية حوله وما يقوم به جلالة الملك بالرغم من ممارسة ضغوط على الاردن بهذا الخصوص وما قيل عن محاولات عربيه لرفع الوصاية الهاشمية لتصبح اسلامية كما ذكر مؤخرا خلال مؤتمر البرلمانات العربية بالمغرب .
امام هذا الدور فان جلالة الملك عبدالله الثاني يستحق لقب امين اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وادعوا واطالب بان يطلق هذا اللقب على جلالته فهو يستحقه بامتياز في ظل ما يجري من تأمر على القدس الشريف بدأت معالمه بالظهور بعد ان كانت تتم بشكل سري وغير معلوم فهل من مجيب.