مرة اخرى يا حامي القدس .. حتى وان ازععجتهم، سر وعين الله ترعاك
د.مروان الشمري
19-05-2018 12:56 AM
لم تكد تنهي وسائل الاعلام العربية والعالمية تحليلاتها لخطاب كوشنر وزوجته والذي أعلن فيه عن تنفيد الوعد المشؤوم باعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان ونقل سفارة واشنطن اليها الا والملك يبدأ حملة غير مسبوقة عربيا وعالميا لحشد المواقف التي يمكن ان ترقى لموقفه هو شخصيا حيث قام بتحذير العالم اجمع ان لا سلام دون حل الدولتين ودون ان تكون القدس عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة كما وحذر ترامب من تداعيات نقل السفارة واعتبر ذلك اجراءا باطلا وأبلغه دونما اي تردد ان قراره مرفوض ومخالف للقوانين الدولية وينتهك الشرعية الدولية ويولد الاحباط وربما يقود الى مزيد من العنف. نجح الملك المفدى وخلال اسابيع مضت في كسب التأييد الاوروبي كاملا وبقوة عز نطيرها فها هو ماكرون يقولها علناً دون تردد وامام النتنياهو انه ودولته يرفض قرار ترامب ويعتبره مخالفا للشرعية الدولية، قالها بعد ان تحادث مع الملك. ها هو الاتحاد الاوروبي يخبر الاردن دعمه لموقفه الرافض للقرار ويؤكد بقوة دعمه للأردن حاميا وراعياً للمقدسات ولسلام عادل لا ينتقص الحقوق ولا يزور التاريخ ولا يشرعن الاحتلال الغاصب.
العامل المستجد في موضوع القدس والذي تتنبه له القيادة هو في موضوع الوصاية والذي كان جليا من كلام كوشنر انه لا يأبه لما نؤمن به بل لما اتفق عليه صهره مع نتنياهو وربما عربا اخرين.
منذ بداية مشروع القرار سيّء الصيت قاد الملك شخصيا جميع الطواقم الوطنية واجهزة الدولة الديبلوماسية والاجتماعية والسياسية للانخراط في اكبر عملية تحشيد عرفها الاردن والمنطقة ربما خلال عقود وذلك لمجابهة القرار الارعن ولخلق زخم يدعم الجهود التي واصل الملك دون كلل بذلها لخلق حالة كونية ترفض القرار اللامسؤول. ها هو الملك يهاتف قادةً عرب ثم يطير الى تركيا ليؤكد ان لا سلام للصهاينة قبل ان تقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ويؤكد ايضا ان الوصاية الهاشمية على المقدسات هي واجب يعتز الاردن ويتشرف بحمل مسؤوليته وأننا لسنا بصدد التخلي عنه مهما بلغت الضغوط.
قبلها كان الملك يتواصل لحظة بلحظة مع الاشقاء في فلسطين ليؤكد لهم ان الاردن وبموقفه الطليعي والمتقدم جدا لن يترك القدس ولن يترك الفلسطينيين وحدهم كيف لا وهو حامي أولى القبلتين وثالث الحرمين وكيف لا وهو حفيد بني هاشم الاخيار الاطهار.
يواصل الملك جهده في نصرة الشعب المظلوم ويوجه بإرسال وتعزيز الفرق الطبية في غزة الصمود وباستقبال الجرحى والمصابين وتكثيف المساعدات لاهلنا في غزة.
واصل الملك المفدى دونما كلل كل المساعي الممكنة ديبلوماسيا حتى ان الشكل الذي يتخذه الموقف الأردني كان مفاجئا لكثير من القوى الخارجية وذلك لشدته وقوته ومستوى التصعيد المنضبط والملتزم بالتفاهمات والقوانين والشرعية الدولية، ذلك الموقف الذي تجلى الْيَوْمَ في قمة تركيا الاسلامية وبات واضحا للقاصي والداني ان هذه الدولة الاردنية وقيادتها الهاشمية وشعبها ومؤسساتها قد حسمت كل امرها بوضوح في مسألة التمسك دون تردد وبكل الطرق الديبلوماسية المتوفرة بالثوابت والشرعية والقانون الدولي ورفض كل التغييرات على وضع القدس واعتبارها باطلة حتى لو رافق ذلك الموقف تحرشات دولية تدفع بها وتحرض عليها قوى خفية معروفة الهوية لنا.
ان تاكيد الملك على ان الاردن سيتصدى لكل قرار يمس القدس ووضعها التاريخي والثوابت المعروفة يعتبر الحدث الابرز وامام محفل كالقمة الاسلامية وانه يشكل موقفا متقدما جدا اتبعه الملك بالإصرار الواضح على التمسك بالرعاية الهاشمية للمقدسات يدعمه في ذلك الموقف شعبه الوفي والامم الحرة ومعظم قوى الخير والمحبة والسلام في العالم.
ان خطاب الملك المفدى هو نداء لكل اصحاب الضمير الحي وهو احراج لكل يد مرتجفة او خائفة ولكل هجين سلطة او ساع لكرسي على جثث الشعوب ومصالح الأمة ومقدساتها وهو الخطاب الذي أعاد التاكيد دون أدنى شك ان قيادة هذا البلد وشعبه مستعدون للذهاب الى كامل المدى لأجل القدس.
في الأثناء وبرغم مستوى التمثيل المنخفض لكثير من الدول والذي لا يتلاءم مع جسامة الحدث وخطورته فان الملك قد تفوق على الظروف وعلى المعطيات والمحددات التقليدية للموقف الأردني وقد تفوق حتى على كثير منا ممن اعتقدوا اننا قد نلين او نكون اكثر مرونةً.
يبقى ان يستمر الدعم والزخم الشعبي وحالة اللحمة الفريدة والرعاية الحكومية لهذا الزخم ويبقى ان يستمر النشاط الإعلامي الأردني بنفس مستوى التحركات الديبلوماسية التي يقوم بها الاردن بقيادة وإشراف وتخطيط مباشر من راس الهرم وعمود البيت وقائد الشعب وحامي القدس والمقدسات.
يبقى ان ترقى مستويات الدعم العربي والإسلامي لمواقف الملك الى نفس مستوى الدعم الاوروبي والعالمي لموقفه وللأردن فنحن لا نطلب اكثر من ذلك وهذا حقنا واستحقاق قدمنا مثله مواقف عديدة سجلها التاريخ لنا عند كل اخ وجار وشقيق ومستجير وتاريخنا القديم والحديث زاخر بالشواهد.
اخيرا نقولها بصوت واحد وقلب واحد وندعو بها مسيحيين ومسلمين وإنسانيين قبل ذلك: يا حامي القدس والمقدسات سرْ وعين الله ترعاك