جاءت كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين حفظه الله تعالى في قمّة منظمة التعاون الإسلامي الإستثنائية في إستنبول التي دعا إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جاءت معبّرة ومُلخّصة لواقع الحال في القدس وفلسطين وطروحات الوضع الإقليمي والرؤية المستقبلية لإقليم الشرق الأوسط ومشروع السلام ومفاتيحه:
1. إصطحاب جلالة الملك ثلّة من أشقاءه الأمراء ضمن الوفد الأردني المشارك في القمة رسالة لها دلالات كبيره مفادها أن القدس بالنسبة للهاشميين خط أحمر، وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية واجب ومسؤولية تاريخية راسخة حتى النخاع ومدى الزمن لإمتلاك الهاشميين الشرعيتين التاريخية والدينية.
2. القدس -قبلتنا الأولى- وعمّان عاصمتنا الحبيبة توأمان، والأردنيون والفلسطينيون قيادة وشعباً أخوة ومهاجرون وأنصار، وهم كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى، وأحداث السبعين سنة الأخيرة بتفاصيلها خير شاهد على ذلك.
3. أكّد جلالة الملك أن العرب والمسلمين دعاة سلام ولا سبيل أن يتحقق هذا السلام دون إنهاء الإحتلال الإسرائيلي التوسعي، والعرب يمتلكون مشروعاً لخيار السلام منذ قمة بيروت في العام 2002، وعلى الطرف الآخر التنازل عن عقلية العنجهية والقلعة وأحادية التفكير.
4. السلام المطلوب هو الشامل والعادل والملبي لجميع الحقوق الفلسطينية المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا حتماً سينهي حالة الإحباط التي يعيشها الجميع، سلاماً تكون فيه القدس الشريف رمزاً للوئام بين الديانات السماوية، لا سبباً للصراع الإقليمي أو الدولي.
5. الوضع التاريخي والقانوني في القدس يجب أن يبقى على ما هو عليه، وعلى المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته تجاه الحفاظ على ذلك والإبقاء على صمود المقدسيين والفلسطينيين ومنحهم حقوقهم ورفع الظلم وإنهاء الإحتلال عنهم.
6. على الدول العربية والإسلامية الشقيقة أن تقوم بإتخاذ إجراءات فورية لدعم صمود الفلسطينيين وتمكينهم إقتصاديًا، والتصدي لمحاولات تهويد مدينة القدس، أو تغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، وعلى العالم أن يوقف العنف والإعتداءات والإنتهاكات التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة وغيره من الأراضي الفلسطينية.
7. نتطلّع إلى أن تُبلور القمة أدوات ضغط ومشروع جديد قابل للحياة والتطبيق للمرحلة القادمة يُنصف الفلسطينيين من خلال تفاهمات مع المجتمع الدولي على سبيل بلورة رؤية جديدة للقضية الفلسطينية تحاكي ما بعد نقل السفارة الأمريكية للقدس، في خضم رفض عربي وإسلامي مطلق لذلك والتأكيد أن القدس عاصمة أبدية لفلسطين.
بصراحة: قمّة إسطنبول حفظ لماء وجه العرب والمسلمين في زمن الهوان والضعف الكبيرين اللذين تعيشانه الأمتين العربية والإسلامية، والكل يتطلّع للقمة لإنقاذ المستقبل الإسلامي والعربي والقضية الفلسطينية على سبيل حل سلمي ودائم وشامل لقضيتي القدس وفلسطين.
صباح التوأمان -القدس وعمّان