لماذا تأجلت زيارة الذهبي الى بغداد؟
ماهر ابو طير
23-04-2009 07:08 AM
تأجلت زيارة رئيس الوزراء نادر الذهبي الى بغداد ، والزيارة كانت مقررة ، قبل اسبوعين ، الا انها تأجلت ، وهناك اسباب عدة لتأجيل الزيارة.
لدينا سجناء اردنيون ، في السجون العراقية ، وفي السجون الامريكية في العراق ، ولا يعرف كثيرون ان لدينا سجناء لدى الاكراد ، في شمال العراق ، ورئيس الوزراء لا يريد ان يذهب في زيارة بروتوكولية ، بل يريد ان يعود ومعه الاردنيون في سجون العراق ، والقضية لم تجر كما يريد رئيس الوزراء حتى الان ، اذ ان الموضوع معقد للغاية ، فملف السجناء يتم بحثه مع ثلاثة اطراف ، الاول الحكومة العراقية ، لاطلاق سراح الاردنيين في سجونها ، والثاني بحاجة الى تنسيق مع اللجنة الامنية العراقية الامريكية لاطلاق سراح الاردنيين في السجون الامريكية ، والثالث يرتبط بموقف القيادات الكردية ، من اطلاق اي اردني معتقل لديها ، ومحاولات الرئيس لم تفشل ، لكنها تواجه نوعا من التباطؤ ، والتأخير مما ادى الى تأجيل موعد الزيارة.
الرئيس سيرافقه وفد من الوزراء ، وممثلون عن قطاعات اخرى ، بالذات الاقتصادية ، ووفد اعلامي ، في الاغلب ، خصوصا ، بعد الماح الجانب العراقي لرغبته بوجود اعلاميين ، وقد يرافقه شخصيات لهم صلة بملف المعتقلين ، واذا كنا ننتظر زيارة رئيس الحكومة الى بغداد ، فان مرافقته لجلالة الملك في زيارته الى الولايات المتحدة ساهمت ايضا بتأجيل الزيارة ، كون زيارة امريكا تستمر عشرة ايام ، ولكون الاتصالات وقتها تنقطع بشكل طبيعي ، مع بغداد ، لوجود اولويات اخرى ، خلال فترة الغياب عن عمان ، والرئيس الذي يعود قريبا ، سيبدأ اتصالاته مجددا ، والارجح وفقا لمعلومات ان يثير العراقيون ، مااثير سابقا ، بشأن تحفظات عراقية على معاملة العراقيين في الاردن ، وخصوصا حول استقبال المستثمرين العراقيين ، برغم وجود توجيهات عليا ، وتحفظات اخرى ، على مستويات مختلفة.
رئيس الحكومة السوري ، سبقنا ، الى بغداد ، وامضى يومين في العاصمة العراقية ، وواضح ان الاوراق التي لدى دمشق هي غير الاوراق التي لدينا ، فلدى دمشق علاقتها مع طهران ، وعلاقاتها مع مكونات تنظيمية في العراق ، بالاضافة الى قضايا اخرى ، وحين ترى رئيس الحكومة السورية في بغداد ، تعرف ان تأجيل الزيارة من الجانب العراقي ، قد يكون مدروسا ، لاعتبارات مختلفة ، وهذا رأي على محمل التحليل وليس المعلومة.
بقيت العلاقة بين عمان ، والعهد الجديد في العراق ، خاضعة لاعتبارات تختلف عن الماضي ، وبرغم كل المساعي لتطويرها ، الا ان الاحساس يكاد يكون حقيقة بكون الذي يقرر في بغداد ليس فقط رئيس الحكومة ، بل الرموز والتيارات الاخرى التي لها امتداد هنا وهناك ، وعلى هذا فأن مهمة الرئيس في بغداد تبدو صعبة الى حد ما ، الا اذا استطعنا ، كسر جليد العلاقات.
الذهبي سيسافر ليوم واحد فقط ، يعود في نهايته الى عمان ، وزيارة اليوم الواحد ، دون منامة ، حتى الان ، مازالت تتعرض للتأجيل دون ان يعني ذلك اننا في النهاية لن نرى الرئيس في بغداد.. والله اعلم.
m.tair@addustour.com.jo