اقتناص العروض .. نمط استهلاكي جديد يعكس ضعف القدرة الشرائية
17-05-2018 01:27 AM
عمون - بعين الباحث الممحص، يرمق المتقاعد محمد ياسين البضائع المكدسة داخل إحدى المراكز التجارية في منطقة شرق عمان، في محاولة منه اقتناص عروض التخفيضات على السلع الغذائية والأساسية.
الستيني محمد أمسى يبحث عن السعر الأقل لتلبية حاجة أسرته التي تستقبل شهر رمضان لهذا العام بظروف استثنائية مع رفع الدعم عن الخبز وفرض ضرائب اضافية على ما يقارب 167 سلعة غذائية.
ويقول محمد إنه بات يتنقل بين المراكز التجارية عند شرائه السلع الأساسية بحثا عن العروض المخفضة التي يتم الإعلان عنها في ظل محدودية الدخل الذي يتقاضاه، والذي لا يتجاوز 400 دينار شهريا.
من جانب آخر، اقتصرت تحضيرات أم أحمد أبوحنك لرمضان على شراء السلع الأساسية فقط مثل الأرز والزيت والمعلبات نظرا لمحدودية الميزانية التي وضعت لرمضان وحلول رمضان منتصف الشهر بعيدا عن موعد صرف الرواتب بحسب قولها.
وأكدت أبوحنك البالغ عدد أفراد أسرتها 6 أشخاص على أنها كانت تذهب لركن العروض في المراكز التجارية لكي تحصل على السلع بأسعار مخفضة.
وتقول إن "الظروف صعبة وكل شي ارتفع والواحد يادوب يوفر لفواتير الكهرباء والمي والإيجار وبحاول إنه يشتري الشيء الأساسي"، مشيرة إلى أنها في كل مول تجد سلعة معينة تحتاجها بسعر اقل من غيره، ما يضرها لجلب احتياجاتها من أكثر من محل.
وتضيف إنها تتلمس ارتفاعات أسعار السلع ذاتها من وقت لآخر رغم أنها في فترة رمضان الحالي أقل من سعرها في نفس الشهر من العام الماضي.
وخلال جولة محدودة، على محال تجارية في عمان، لوحظ تركز مشتريات المواطنين على المواد الغذائية والرمضانية الأساسية مثل الارز، الأجبان، قمر الدين، الجوز، الزيوت النباتية، المعلبات.
ويقول نقيب تجار المواد الغذائية، خليل الحاج توفيق، إن مظاهر استعداد الأسر لاستقبال شهر رمضان هذا العام مختلفة تماما عن باقي السنوات؛ حيث إن الحركة التجارية بدأت تنشط منذ الخميس الماضي وإن الأسواق تعاني من حالة ركود لم تشهدها منذ سنوات.
ويشير الحاج توفيق إلى وجود منافسة قوية بين المحال التجارية بدليل العروض المخفضة التي يتم الإعلان عنها وتشمل سلعا أساسية تتميز بالجود وفترة صلاحية طويلة.
ويؤكد الحاج توفيق أن التخفيضات التي يتم الإعلان عنها تخضع لرقابة الجهات الحكومية، مبنيا أن النقابة لم تتلق أية شكاوى من مواطنين تتعلق بالعروض المخفضة التي يتم الإعلان عنها من قبل المراكز التجارية بمختلف أحجامها.
ويقول "رغم وجود نشاط تجاري على شراء المواد الغذائية الأساسية، خصوصا التي تكون ضمن العروض المخفضة إلا أنها تعتبر أقل من المستويات التي حققتها خلال نفس الفترة من السنوات الماضية"، مرجعا ذلك إلى ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين وحلول شهر رمضان بعيدا عن موعد صرف الرواتب.
ويتوقع الحاج توفيق أن تنشط الحركة التجارية نهاية الأسبوع المقبل، تزامنا مع صرف رواتب العاملين في القطاعين العام والخاص وتستمر لمدة أربعة أيام ثم تعود للتراجع من جديد.
ويؤكد الحاج توفيق توفر جميع السلع الغذائية والرمضانية منها بكميات تلبي احتياجات المواطنين وبخيارات واسعة للسلعة الوحدة وعند مستويات سعرية مقبولة.
من جانب آخر، يقول المتحدث الرسمي في وزارة الصناعة والتجارة والتموين، ينال البرماوي، إن مستويات أسعار بعض السلع الغذائية والرمضانية مستقرة وبعضها الآخر شهد تراجعا، وذلك وفقا لرصد الوزارة اليومي لواقع السوق ومتغيرات الأسعار.
ويؤكد البرماوي توفر مخزون استراتيجي آمن من مختلف أنواع السلع بما يغطي احتياجات السوق المحلية وببدائل متعددة للسلعة الواحدة وبأسعار مناسبة، مشيرا إلى أن الأسواق من خلال المتابعة لم تشهد تهافتا على شراء السلع، وذلك بفعل حملات التوعية التي تم إطلاقها لتعزيز ثقافة ترشد الاستهلاك.
ويشير البرماوي إلى إعداد الوزارة خطة رقابية شاملة للتعامل مع الأسواق خلال شهر رمضان تضمن توفر جميع السلع عند مستويات أسعار مقبولة، مؤكدا وجود رقابة صارمة على العروض المخفضة التي يتم الإعلان عنها.
وتركز الخطة الرقابية، خلال النصف الأول من رمضان، على المخابز ومحال بيع الخضار والفواكه والمواد الغذائية الأساسية والرمضانية وتجار التجزئة للتأكد من توفر جميع السلع وإعلان الأسعار والتقيد بها، في حين تركز الرقابة، خلال النصف الثاني، على محال بيع الألبسة وبيع الحلويات والمطاعم ومحال المفروشات والأدوات الكهربائية والمنزلية للتأكد من الالتزام بالأسعار المعلنة والتقيد بالأنظمة والتشريعات.
الغد