أخشى ان تسمعوا خبر وفاتي بأية لحظة، أو أن تنشر وسائل الإعلام (المرئية والمقروءة والمسموعة والنص نص) خبرا مفاده أنني تعرضتُ لإصابات وتشوهات نتيجة عِراك مع أحد المتعنطزين، الذين يمارسون حماقاتهم في شوارعنا (بلا إحم ولا دستور) وعلى عينك يا تاجر.
فقد رأيتُ أمس رجلا (يُفترض) أنه «مُحترم»، حيث يقود سيارة فخمة ثمنها لا يقل عن (خمسين ألف دينار)، جيب أسود، والى جانبه سائق يوحي لك أن من الى جانبه شخص مهم، لمجرد أن امتلك «مالاً « وربما يكون قد حصل عليه بعرق الآخرين أو بأي» عرق». فقد ظل الشخص يلقي بـ زبالته ومخلّفاته من السيارة وهي تسير بين الشوارع الفرعية والرئيسة لمجرد الاستعراض وعلى طريقة «شوفيني يا جارة».
أول مرة، ألقى علبة سجائر فارغة، ثم ألقى منديل ورق بعد أن مسح أنفه به، ثم ألقى زجاجة عصير. كل ذلك والسيارة تسير ببطء، عبّرتُ له عن انزعاجي، لكنه نظر اليّ وكأنني «الولد الذي يغسل له السيّارة». وقال: وانت شو دخلك، انت مسؤول عن نظافة البلد.؟
قلت له بعد ان قبّعت معي: «مش عيب واحد محترم زيك يركب سيارة فخمة ويتصرف بعقلية القرون الوسطى»؟.
لعله لم يفهم، واستعان بالسائق ليردّ عليّ، فقام الأخير بالضغط على فرامل السيّارة و»شحّط» مُخْرِجا قاذوراته من فوّهة «الاكزوزت» . قال يعني انتصر عليّ.!!
كثيرون من»المُتعَنْطِزين» ومن مُحدَثي النعمة ومن يتخيلون أنفسم أكبر من عباد الله، لمجرد انهم يملكون اموالا لا يمتلكها آخرون.
ظاهرة «العَنْطَزة»، لا تقتصر على «الذكور» فقط، بل والإناث أيضا من «البرجوازيات» اللواتي يستعرضن بأموال الزوج ـ اللي آخر من يعلم، او البابا ـ اللي مدلل بنته ..
هل يعلم هؤلاء المتعنطزون، أن في الاردن كائنات لا تجد قوت يومها، وتعيش على المعونات؟
هل ينتمي هؤلاء الينا؟
(ولّ عليهم ولّ ) .!!
الدستور