يهلّ علينا اليوم شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركات، بعد انتظار وشوق لهذه الايام الفضيلة.
ولكن الكثيرين يستعدون لاستقبال الشهر المبارك من خلال توفير المواد الغذائية بكثرة وكأنها ستفقد من الاسواق والتركيز على نوعية المسلسلات والبرامج التي ستعرض خلاله، مع انه من المفروض ان يكون رمضان فرصة لاستقطاب علماء الدين والوعاظ، أو التركيز على إقامة الشعائر، أو إلقاء الدروس الدينية بعد الصلوات، أو قبلها، أو خلال صلاة التراويح، أو وضع برامج لتلاوة القرآن الكريم وتدبره. ومن الغريب ايضا أن يكون استغلال التجار، ورفع الأسعار في شهر رمضان المبارك بالذات، في وقت كان الأولى فيه أن تنخفض الأسعار؛ لأن ذلك من أفضل ما يمكن أن يتقرب به التاجر في هذا الشهر العظيم الى الله سبحانه وتعالى.
ومن غير المعقول أن يتم التسابق بين محطات التلفزيون الفضائية عندنا وفي الدول العربية الأخرى، لعرض أشهر المسلسلات، وأن بعضهم يتعمد عرض الرئيس منها خلال صلاة التراويح.
من خلال قراءة بعض الإعلانات التي تنشر في الصحف تصاب بالغثيان وأنت ترى هذا الكم الهائل من الخيم الرمضانية، والسهرات غير الرمضانية، وبعضهم يقول في الإعلانات أنه إكراما لشهر رمضان المبارك، فقد تم إقامة خيمة رمضانية في الهواء الطلق، بوجود المطرب الفلاني، أو تناول طعام السحور، على أنغام الموسيقى مع تقديم باقة من أصناف التمباك والمعسلات المختلفة.
في هذا الشهر الفضيل، وقبل ساعة من موعد الإفطار يتم تسجيل العشرات من حوادث السير المؤسفة والمشاجرات وهذا أمر لا يقبل به الشرع أو الدين، أو المنطق أو الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم بصورة دائمة فكيف في شهر رمضان المبارك بالذات، حيث التعود على الصبر، وضبط الأعصاب والنفس هي السمة التي يجب أن تسود، حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف عن الصائم، اذا سابك أحد أو شاتمك فقل له إني صائم إني صائم .
الازدحام المروري والاكتظاظ الذي تشهده الشوارع في رمضان خلال ساعات النهار، وفي ساعات الليل يجب أن تكون هناك بعض الإجراءات والتدابير للحد منه.
ارتفاع درجات الحرارة في شهر رمضان المبارك يجعلنا نطالب بتمديد فتح الحدائق العامة حتى الساعات الأولى من الفجر، وأن تعمد سلطة المياه، وشركة مياهنا على توفير مياه الشرب للمواطنين، وعند حدوث أي طارئ أو عطل فني أن يتم تعويض ذلك إما بتزويد الحي بصهاريج المياه وبالمجان أو تخصيص يوم لتزويدهم بالمياه دون الانتظار لموعد ضخ المياه الدوري في الأسبوع القادم.
مبارك للجميع شهر رمضان الفضيل شهر الخير والبركات، وكل عام وأنتم بألف خير.
الدستور