قال المصطفى: "من تعلم لغة قوم، أمن مكرهم"، أو كما قال. وفي تفسير الحديث، فإن المقصود باللغة ثقافة القوم، وعاداتهم وتقاليدهم، وتراثهم الحضاري والفكري، وقيمهم الأخلاقية والاجتماعية، بالإضافة إلى اللغة التي يتحدثونها، ويخطون بها أوراقهم، وينقرون أحرفها على لوحات مفاتيح أجهزة حواسيبهم أو لوحات شاشات أجهزتهم الذكية إن توافرت لديهم!
وفي هذا الإطار أتساءل: لماذا لا يتم تدريس اللغة العبرية في المدارس والجامعات العربية؟ ولماذا لا توجد قناة تلفازية مخصصة للتعريف بثقافة اليهود وعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم؟ ولماذا لا تخصص صحافتنا جزءا من مساحات صفحاتها لشرح معاني الأمثال اليهودية مثلا لا حصرا؟ ولماذا لا تقوم مراكز الأبحاث والدراسات الأستراتيجية المتناثرة في شتى أنحاء وطننا العربي الكبير بإستكشاف علمي ومنهجي للشخصية اليهودية؟
هل خطر على بال أحد منا الإطلاع على الأشعار اليهودية عبر الشبكة العنكبوتية؟ وهل رغب احدنا بقراءة القصص القصيرة أو الطويلة أو الروايات التي يؤلفها كتاب يهود؟ وهل فطن واحد منا لتصفح الصحف اليهودية؟
ممن يسخر الكاريكاتير اليهودي؟ وبماذا تنصح الحكم اليهودية؟ وأي قضايا تطرح على خشبة المسرح اليهودي؟ وما هي الموسيقى التي تعزفها الأنامل اليهودية؟ وأي أغان تشنف لها آذان اليهودي؟
من هم اليهود الشرقيون؟ ومن هم اليهود الغربيون؟ وبماذا يختلفون عن بعضهم بعضا؟ وأين تتقارب مصالحهم؟ ومتى تتباعد؟
ما مدى تأثبر الديانة اليهودية في سياسات حكومات العدو الصهيوني المتعاقبة؟ وهل يفصل اليهود الدين عن السياسة أم لا؟ وهل يرتبط الإقتصاد بالدين في حياة اليهود؟
لكي تكون الإجابات موضوعية على تلكم التساؤلات، يفترض بنا أن نقنع انفسنا بأن اليهود بشر مثلنا مثلهم، ولهم حق في العيش الكريم، ويصيبون ويخطئون، ويرسلون أولادهم إلى المدارس لتلقي التربية والتعليم، ويذهبون إلى أماكن عملهم ليكسبوا رزقهم.
وهم يسألون عن الجيران قبل شراء المنازل كما يقول المثل اليهودي: إسأل عن الجيران، ثم إشتري البيت. فهل يشجع المثل اليهود على مجاورة العربي مثلا؟ أم يحذرهم من مغبة مجاورته؟
لربما يشجعهم، ولربما يحذرهم، وما أدرانا؟