في ذكرى النكبة تتوالى النكبات تباعاَ
فيصل تايه
16-05-2018 01:23 AM
تقرع أجراس الحزن مرة اخرى مذكرة الفلسطينين بأن مأساتهم مستمرة في حفر أخاديد قهر عميقة على وجوههم ، ومساحة الحلم بما اعتبرناه قضية وقت للتحرير وعودة اللاجئين وانهاء الصراع تتراجع وتصغر أمام حقائق الواقع المتردي داخليا والمنهار عربيا والغير مهتم دوليا واستغلال ذلك من قوى البطش الاسرائيلي بالقتل والتنكيل اليومي .
تتراكم الأوضاع الصعبة في واقعنا لتشكل هالة من الحزن والإحباط الممتد شعبيا وسياسيا على كل مفاصل الواقع دون استثناء ، فحالة الإنقسام تجذرت وتعمقت رغم كل ما يخرج عن مهدئات الصدمات لواقعنا العربي المرير ، لتصبح هذه الحالة أمرا واقعا وليقفز اليوم لمنحى أكثر خطورة بالدعوة لإعلان القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني من خلال تاكيد نقل السفارة الامريكية وتدمير ما تم انجازه وطنيا طوال عمر النكبة وما قدمه شعب فلسطين من تضحيات دفاعا عن قضيته الوطنية التي ربما لم تعد تعني شيئا أمام عدالة القضية وحق الشعوب بالتحرر والعيش بسلام .
مستر ترامب قتل حال المفاوضات واحبط الأمل بحل عادل ، بل واوصلنا لمرحلة ما بعد العبث ، وسواء استمرت تلك المفاوضات أو توقفت فلن تعني شيئا لاحد وربما لمن يراد لهم أن يشاركوا فيها مستقبلا بنفس الاحساس العبثي والقهري الممل ، ورغم أن هذا الخيار هو الوحيد القادر على تقديم حل في ظل الظروف الحالية المفروضة ، فإن أمال تحقيقه تنعدم لدى الجميع أما حقائق الواقع الحالي القمئ بقيادة سيدة العالم .
القضية الفلسطينية تتراجع اليوم أمام انعدام التوزان وضياع البوصلة في الجوار العربي فسوريا لم تستقر بعد وما زالت تدشن حربا تحت شعارات الطائفية البغيضة والعراق يلهث وراء حماقات القوى المختلفة الذين لم يجدوا في كيفية بلورة شعاراتهم على الارض من مخرج سوى تطبيق افكارهم المذهبية والطائفية واعلان الحرب على كل مخاليفهم والمشهد اليمني أكثر قتامة بينما تتخبط ليبيا في نتائج الفوضى والتجهيل .
أمام كل ذلك هل سيمتلك العقل الفلسطيني اليوم معجزة إخراج الوضع بما يعيد ترتيب أوراقه وصياغة أفق جديد بعيدا عن نمطية الحلول الجاهزة والعبثية المفروضة التي أصبحت تتردد في كل لحظة لتخلق أزمة من باب الاحساس بالفشل والعجز وليس من باب قوة المنطق ورجاحة الموقف .
ها هي اجراس النكبة تعود لتدق مجددا بتاكيد استلاب القدس وتذكرنا بالنكبة الاولى وتقف أمامنا نكبات تلو النكبات التي صنعنا الكثير منها بأيدينا ونحصد نتائج هذه المأسي كل يوم، انقساماَ وفشلاً سياسياَ واحباط ، فكيف ستكون صورة المستقبل في ظل هذه الاوضاع ، هل سنصنع معجزة اليوم لتكون مخرجا من هذا الواقع كما كانت دماء شهدائنا هي حامية مشروعنا الوطني والتي تعبد لنا الطريق للخروج في كل مرة يجد شعبنا نفسه في أزمة خيارات لشكل المرحلة القادمة، أم سنغرق أكثر فأكثر في تفاصيل الفشل .
بعد سبعين عاما على النكبة وتجدد النكبات .. سؤال يطرح نفسه علينا جميعا أين نسير: نحو بوادر خروج من تكالب العالم على شعب اعزل أم غرق أكثر في تفاصيل الفشل .
والله المستعان