كوشنير وأشباه المسؤولين إلى الجحيم ..
خالد الزبيدي
16-05-2018 12:50 AM
تصريحات مستشار ترمب وصهره جاريد كوشنير بشأن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس عقب احتفال افتتاح السفارة الصهيوامريكية في القدس اول من امس، هذه التطورات لم تأتِ صدفة وانما تعد تغيرا نوعيا بعد تراكم دام سنوات ماضية لمسها البعض وتغاضى عنها فكانت النتائج صادمة للبعض لكنها نهاية محتومة لمن استسهل خيانة الدين والامة والانسانية والشرعية الدولية، وفي هذا السياق رفض بيتر فورد السفير البريطاني السابق في البحرين تصريحات وزير الخارجية البحريني.
تصريحات كوشنير وصلت حد الاعتداء على الاردن وقيادته عندما اعتبر الوصاية على المقدسات في القدس هي من مسؤولية الكيان الصهيوني، متجاوزا وإدارة رئيسه ترمب على القرارات الدولية ومواثيق الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن الدولي منذ العام 1947 حتى اليوم، وبهذا الموقف الامريكي يضع البيت الابيض نفسه خارج التوسط و / او المشاركة في عملية السلام من جهة، ويضع عمليات السلام التي انطلقت منذ عقود مضت في مهب الريح من جهة اخرى، وان على الفلسطينيين والاردن والعرب إعادة النظر في عملية السلام برمتها، والبدء بالبحث عن بدائل حقيقية لهذا السلام الزائف حتى لو عدنا الى المربع الاول في الصراع مع العدو.
تهديدات الصهاينة للاردن لم تنقطع يوما بالرغم من توقيع اتفاقية وادي عربة، فالاردن جنح للسلم واحتكم للشرعية الدولية، الا ان قتلة الانبياء والابرياء لا يقيمون وزنا للسلام، ولا يلتزمون بما اتفقوا عليه منذ انطلاق مفاوضات مدريد للسلام، وحاولوا المساس بالامن واستقرار الاردن مرات عديدة، وكان موقف الاردن لهم بالمرصاد الا انهم تمادوا اكثر وآخر تلك الاعتداءات الصفيقة قتل اردنيين في الرابية خارج سفارة الكيان الصهيوني.
الادارة الامريكية لا تحترم الاردن ودوره الاقليمي، فكانت تصريحات «التاجر الرئيس» في البيت الابيض شكلا من اشكال الاعتداء والاستهزاء بالعرب والتمادي على حقوق وآمال الشعوب العربية ومقدراتهم، وزاد تغول الادارة الامريكية ورموزها الهوان العربي الرسمي.. وكان الرد الشعبي العربي والعالمي قويا بدءا من مسيرات العودة وتقديم الآلاف من الشهداء والجرحى، وطرد سفراء الكيان الصهيوني في عدد من الدول، هذه الاجراءات كان يجب ان نراها اولا في الدول العربية في مقدمتها الاردن.. اما تصريحات كوشنير بشأن الوصاية الهاشمية لن تجد آذانا صاغية واما تصريحات اشباه الرجال سترد عليها شعوبهم.. فالزمن سيؤكد ذلك..
ضعاف النفوس من بيننا يقولون ما لنا وغيرنا ظروفنا الاقتصادية والمالية صعبة ..لكن صدق الحارث بن سليل الاسدي عندما قال.. تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.
الدستور