في الإحصاءات ارتفاع الدخل السياحي بـ 5ر12% العام الماضي وزيادة عدد السياح بنسبة 7ر8 % وهي قفزة جيدة لكن استمراريتها تحتاج الى المضي في عوامل الجذب السياحي بذات الوتيرة دون أية معيقات.
ماذا يريد السائح عموما من الأردن ما لا يجده في دول أخرى؟ الأمن وهو صحيح, لكن حتى هذا الشرط يحتاج الى البناء عليه وتوظيفه بشكل إيجابي لا المغالاة بمزيد من المحاذير، أما الثاني فهو شمس الأردن وطقسه أما الثالث فهو عناصر الترفيه وتنوع المنتجات السياحية.
هذه عناصر مترابطة لا يجوز فصل أي منها عن الأخر وطبعا يضاف اليها السياحة الصحية، وسياحة المؤتمرات، والسياحة الدينية، وهي منتجات ذات قيمة قابلة للتطوير.
الامن غاية في الأهمية للسائح فهو لا يريد أن يغامر بحياته، وربما الأجواء المتوترة في المنطقة عامل طرد لكن ينبغي تسويق الأردن بصيغة منفصلة عن الإقليم قدر ما نستطيع..
ما يهم السياحة في الأردن هو السائح العربي، وبخاصة الخليجي في ظل منافسة شرسة وقد لا حظنا حجم التغيير المتسارع في المملكة العربية السعودية وهي من أكبر الأسواق السياحية بالنسبة للأردن ولا شك أن ما تقوم به السعودية اليوم سيؤثر على سياحتها الخارجية والأردن خصوصا وهو ما يفرض البحث عن أسواق بديلة مثل الصين وروسيا وبلاد أسيا الوسطى وأوروبا الشرقية وكوريا.
صحيح أن لدى الأردن مؤهلات سياحية لا تتوافر في أي مكان آخر، فهو متحف للآثار والثقافات، لكن ما ينقص هو الجرأة في تنويع المنتجات السياحية التي يطلبها السائح أينما يذهب ومنهم الأردنيون الذين يذهبون بكثافة الى تركيا ومصر ولبنان وغيرها من الدول..
المقبوضات من السياحية تصل إلى حوالي 1ر3 مليار دينار سنوياً تعادل 12% من الناتج المحلي الإجمالي ولكن ذلك غير كاف مقارنة مع الفرص المتاحة.. السائحون إلى القدس وبيت لحم.
آن الأوان لأن ننظر الى السياحة كصناعة قائمة بحد ذاتها وليست عنصرا مكملا في الإقتصاد لا يخضع الى حسابات الضرائب ولا المحاذير الأمنية والمالية والإجتماعية.
ما ينقص العقبة والبحر الميت هو منتجات الترفيه مثل الاحتفالات والحفلات الغنائية والأندية والملاهي الراقية المتخصصة فيها، خصوصا وأن موانع ذلك غير موجودة الا في أذهان المتعصبين التقليديين غير المطلوب منهم أن يمروا حتى الى جوار هذه المرافق عدا عن أن بعضهم يعتبر منطقة البحر الميت منطقة ملعونة!!.
الرأي