تشرفت بالمشاركة في الندوة التي أقامها المركز الجغرافي الملكي بعنوان 'الفلك والشرع في إستقبال هلال رمضان' والتي رعاها سماحة قاضي القضاة الدكتور عبدالكريم الخصاونة وبحضور عطوفة مدير عام المركز وسماحة مفتي المملكة وسماحة مفتي القوات المسلحة والجمعية الفلكية الأردنية وعدد من العلماء والشيوخ والمهتمين بالموضوع، حيث جاءت الندوة في وقتها وعالجت موضوع يتكرر سنوياً بشأن ثبوت رؤية الهلال ما بين الشرع والفلك:
1. الندوة تطرّقت لرأي الشرع ورأي الفلك لغايات تحديد مطالع الأشهر القمرية للمناسبات الدينية بما يخص رمضان والحج، حيث عملياً هنالك تفاوت في أوقات الصيام والأعياد، وهنالك تواريخ مفروضة في وقت الحج.
2. الإختلافات في الأوقات ناتجة عن إختلاف المعايير والأسس التي يتم على أساسها تعيين أوائل الأشهر بناء على الرؤية بالعين المجردة أو الحسابات الفلكية المبنية على التكنولوجيا العصرية وإستخدام الكاميرات الرقمية أو الأشعة تحت الحمراء أو غيرها.
3. هنالك إختلافات بين الدول لإقرار بدايات الأشهر القمرية سواء ما يتم فيه الحسابات الفلكية أو القرارات الفقهية أو الفتاوى الشرعية .
4. مطلوب تكاملية المنهج بين العلوم الفلكية والعلوم الشرعية ليكون الفلك رافداً دقيقاً للشرع لإتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب دون إرباك.
5. مطلوب وضع معايير وأسس وخطوط عريضة لإقرار بدايات وأوائل الأشهر القمرية للعلاقة ما بين ظهور أو مغيب كل من القمر والشمس وعلاقتهما بحركة الأرض.
6. في ضوء التقدم التكنولوجي المذهل والأجهزة الرقمية والتصوير الدقيق ودرجة الوضوح العالية وإمكانية التصوير للقمر لحظة الإقتران في وسط النهار ومعرفة عمره، مطلوب فتاوى لجواز إستخدام هذه التقانات الحديثة لتحديد بدايات الشهور القمرية ضمن معايير واضحة وإمكانية إعتماد الشهر الإقتراني ومطابقة الشهر الإقتراني مع الشهر الهلالي.
7. مطلوب تقويم إسلامي موحّد وإعتماد الشهر ما بين الميلادي والهجري في ضوء إستخدام التقانات الحديثة.
8. الحسابات الفلكية لهذا العام تظهر أن غرّة شهر رمضان الفضيل ستكون الخميس وليس الأربعاء، ودليل ذلك أن شروق الشمس يوم الأربعاء سيكون 5.38 صباحاً وغروبها 7.26 مساء، وشروق القمر 6.30 صباحاً وغروبه 8.32 مساء، بيد أن الثلاثاء سيكون غروب القمر بواقع دقيقة قبل غروب الشمس، مما يعني أن رمضان سيبدأ الخميس وإستحالة أن يكون الأربعاء.
بصراحة: رمضان فلكياً سيكون الخميس المقبل بحول الله تعالى، والصور الرقمية والحسابات الفلكية تثبت ذلك، والرؤية أنّى كانت سواء بالعين المجردة أو التقنيات الحديثة بالتصوير أو الأشعة تحت الحمراء يجب إعتمادها لتحديد بدايات ومطالع الشهور القمرية، ونحتاج لتكاملية وتوافقية بين الرؤية الشرعية والحسابات الفلكية كي نثبت بدقّة متناهية ظهور هلال رمضان.
وكل عام وأنتم بألف خير.