ندوة حول الثقافة العربية في أميركا اللاتينية
14-05-2018 08:43 PM
عمون - مندوبا عن سمو الأمير الحسن بن طلال، رعى أمين عام منتدى الفكر العربي الدكتور محمد ابوحمور، يوم امس الاحد، افتتاح ندوة بعنوان "الثقافة العربية في أميركا اللاتينية" في متحف الاردن.
وأشار سموه في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد أبو حمور في الجلسة التي أدارها الدكتور صلاح جرار إلى أن الهويّةُ العربيّة كانت دائما منفتحةً على التعدّد، وأن التّعدُّديّة من أهمِّ دِيناميّاتِ التّجدُّدِ والإبْداعِ في المجتمعاتِ الإنسانيّة، كما تشكّلُ عنصرًا أساسيًّا في تحقيق الإغناءِ الحضاري.
وأكد سموه أهمية الاعتراف بتنوع الثقافات والأديان والحضارات وتعزيزه من خلال العمل الثقافي والأكاديمي بين العالمين العربي واللاتيني عبر العمل على أساس من السلاسة الثقافية والكرم الفكري الذي يؤسس لواقع جديد في مجال التعليم والدراسات التحليلية المقارنة.
واوضح أن الجذور المشتركة لحضارة حوض المتوسط "النصوص اللاتينية، اليونانية، العربية، الاسبانية، الفرنسية والايطالية" والعامل الثقافي مهم في تطوير الوعي حول القيم الاساسية.
من جانبه قال مدير عام متحف الاردن المهندس ايهاب العمارين إن هذه الندوة والفعالية الثقافية تحقق رسالة المتحف ليكون منصة تفاعلية لتيسير التفاعل والتبادل الثقافي بما ينعكس ايجابا على التنمية المجتمعية المرتكزة على الفكر التنويري وفكر الثورة العربية الكبرى.
واضاف ان الفكر التنويري يعكس الرغبة الحقيقية في التغيير الانساني الايجابي الذي يستقطب القيم الايجابية من مختلف الثقافات، مشيرا إلى أهمية البحث عن القواسم المشتركة بعد ان اصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة بسبب وسائل الاتصال الحديثة.
من جانبها قالت السفيرة الاسبانية في الأردن أرانثاثو بانيون دابالوس إن السفارة الإسبانية تشاركت جنبا إلى جنب مع دول اميركا اللاتينية منذ البداية بحماس في مشروع لا يمثل فقط التوافق بل يمثل تجربة تاريخية محددة - تجربة الأندلس - كمظهر مثالي لذلك الاتفاق.
وقالت "نحن هنا نبحث في تاريخنا المشترك مع العرب وللتوقف عند مسالة نقل المعرفة الأساسية بتقاليدنا المشتركة - من أصل يوناني أو عربي أو فارسي - إلى ذلك العالم الذي نسميه اليوم بشكل عام "الغرب" والذي يشمل "غرب الغرب" الذي هو أميركا.
وأشار السفير البرازيلي في كلمته إلى التعاون مع المعهد الملكي للدراسات الدينية ومشاركة المعهد في برنامج العالم الإسلامي الذي نظمه اتحاد الجمعيات الإسلامية في البرازيل بالتعاون مع المعهد الدبلوماسي في البرازيل.
وتحدث خلال الندوة الدكتور رافييل لوبيث غوثمان استاذ تاريخ الفن في جامعة غرناطة من إسبانيا عن "الاندلس في أميركا: من الفن المدجن الى الفن العربي الحديث" مشيرا إلى أن الثقافة العربية تشكّل جزءًا من الهوية الثقافية لأميركا اللاتينية، فضلًا عن كونها تمثل جانبًا من الحوار الثقافي بين العالمين العربي واللاتيني.
فيما تحدث الدكتور روبرتو خلطب من البرازيل عن "اسهامات عرب المهجر في البرازيل" وكيف شكّل المهاجرون العرب الرواد ثورةً حقيقيةً في الممارسات التجارية في البرازيل، وذلك بفضل ما تمتعوا به من مرونة، وحماسة متقدة في التجارة، وأسهم كل ذلك بفاعلية في إنعاش القطاع التجاري للاقتصاد الوطني البرازيلي، بالإضافة إلى مساهماتهم في المجال السياسي والمدني والتعليم.
وتحدثت الدكتورة هند أبوالشعر من الاردن عن نماذج محددة من المهاجرين العرب الذين أحدثوا تغييرًا كبيرًا في بلاد المهجر، وكذلك على النوادي والجمعيات الأدبية والفكرية والسياسية، والمدارس والصحف والمجلات والمطابع التي أنشأوها هناك؛ ذاكرةً أسماءها وتواريخ إنشائها بالتفصيل.
يذكر أن الندوة نظمها المعهد الملكي للدراسات الدينية ومنتدى الفكر العربي والسفارة الاسبانية ومعهد ثربانتس وسفارات دول اميركا الجنوبية ضمن نشاطات الديوان العربي الأيبيري اللاتيني للفكر والتبادل الثقافي، الذي تم إطلاقه العام الماضي والذي تهدف لتعزيز التواصل العربي الايبيري الاتيني وتوطيد اواصر العلاقات الثقافية والفكرية بين العالم العربي من جهة واسبانيا ودول اميركا اللاتينية من جهة اخرى.