ماذا يأمل الملك من لقاء أوباما اليوم?
فهد الخيطان
21-04-2009 04:20 AM
** رهان اردني على التزام امريكي بخطة عملية تفضي الى حل الدولتين
لن يحتاج الملك عبدالله الثاني خلال لقائه الرئيس الامريكي باراك أوباما اليوم الى بذل جهد كبير لاقناعه بحل الدولتين واهمية السلام العادل لمستقبل المنطقة والعالم, فالادارة الديمقراطية تتبنى هذه السياسة وتعتبرها »مصلحة قومية امريكية« على حد تعبير المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل.
الملك يدرك هذه الحقيقة ويتابع وهو في طريقه للقاء أوباما التوتر الكامن في العلاقة بين الادارة الامريكية الملتزمة بحل الدولتين وحكومة نتنياهو الرافضة للمبدأ من اساسه.
لكن الموضوع الذي يحتاج لبحث هو كيفية تحويل هذا الالتزام الى ممارسة فعلية من دون اضاعة مزيد من الوقت تستغله اسرائيل في تشييد المستوطنات وابتلاع الارض الفلسطينية.
الالتزام بمبدأ حل الدولتين لا يكفي, فادارة بوش بكل مساوئها وكارثية سياساتها التزمت بالمبدأ لا بل ان بوش هو اول رئيس امريكي يتبنى هذا الحل فماذا كانت النتيجة? 8 سنوات من المفاوضات بلا نتيجة لصالح العرب فيما اسرائيل تواصل سياسة التهويد وتحيل السلطة الفلسطينية الى مجرد وكيل أمني للاحتلال ينوب عنه في قمع قوى المقاومة.
كل هذه المعطيات يدركها الملك الذي يحمل تفويضا عربيا لاجراء اول حديث مباشر مع الرئيس أوباما بشأن القضية الفلسطينية ولهذا لن يضيع الوقت المخصص للقاء في الحديث عن البديهيات وسيذهب كعادته الى المسألة الجوهرية بشكل مباشر. والمسألة الجوهرية هي ان على الادارة الامريكية ترجمة التزامها بحل الدولتين الى خطة عمل ملزمة لاسرائيل اولا, لان الجانب العربي والفلسطيني يحمل التزاما بالسلام وفق المبادرة العربية منذ 7 سنوات لكنه لم يجد طيلة هذا الوقت شريكا اسرائيليا مستعدا لدفع ثمن السلام العادل على كل المسارات.
يأمل الملك بالحصول على التزام من أوباما يرقى الى هذا المستوى ويراهن على طموح الرئيس الامريكي بتحقيق نجاح لتلعب ادارته دورا مباشرا ومتوازنا في المفاوضات.
ولا يستند الملك في رهانه على الموقف العربي فحسب وانما يضع في حسابه الدور الاوروبي الذي يلتقي في الطرح مع ادارة أوباما ويمكن في هذا الاطار الاشارة الى الموقف البريطاني الذي شهد تطورا في الآونة الاخيرة عبّر عنه وزير الخارجية البريطاني ميلباند خلال زيارته الاردن ودول المنطقة مؤخرا. ميلباند قال لمسؤولين اردنيين التقاهم ان بريطانيا »تريد ان تكون قوة ضغط موحدة من اجل حل الدولتين«.
الحصول على التزام امريكي علني بخطة عملية للحل ليس بالامر السهل فهناك داخل الادارة الامريكية وخارجها من يحذر أوباما من التورط في صراع غير قابل للحل وحجج اصحاب هذا الرأي قوية واسقاطها يتطلب جهدا دبلوماسيا مكثفا سيبدأه الملك اليوم بشرح مزايا النجاح في المنطقة واثرها الهائل على صورة امريكا لدى العالمين العربي والاسلامي. ولدى الملك كما يؤكد مرافقوه ردودا محكمة على كل الحجج والذرائع التي يروجها نتنياهو واللوبي اليهودي في واشنطن لفرملة اندفاع أوباما نحو حل الدولتين.
فإيران ليست هي الخطر على المنطقة مقارنة مع الاحتلال الاسرائيلي, والانقسام الفلسطيني ليس عقبة امام الاتفاق بوجود سلطة فلسطينية ومظلة عربية واسلامية.
خارطة الطريق التي يتذرع الارهابي ليبرمان بتطبيقها قبل الحديث عن الحل السلمي لم تعد مرجعية بالنسبة للجانب العربي بعد ان تجاوزها الصراع على الارض. وفي مراجعة سريعة لبنودها ومراحلها سيكتشف أوباما بذكائه انها خريطة تفضي الى سراب.
قمة الملك - أوباما اليوم تحظى باهتمام عربي واسع فما سينتج عنها من مواقف سيحدد المدى الذي يمكن للادارة الامريكية ان تمضي فيه وعليه يستطيع العرب ان يضعوا حساباتهم خاصة المتعلق منها بالعلاقة مع حكومة اليمين في اسرائيل التي لا يأمل احد بتغيير في سياستها.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net