في زيارتي الاخيرة للاردن جلبت معي ملوخية طازجة وفرزتها، أصدقائي الروس هنا ينتظرون بشوق دعوتي لهم على مائدة العشاء، فاتصلت إحداهن :" هيا وجدت بالسوق باذنجان طازج يلمع، كالذي تستخدمينه للمقلوبة ، اشتري وتطبخينه مقلوبة ؟"
فقلت:" لا هذا موسم الملوخية، ساطبخ ملوخية"
ولم يتعرف احد من المدعوين على أوراق الملوخية هذه.
وكما المعتاد ابحث عن حكاية اقصها عن الطبق العربي الذي أقدمه في كل مرة ادعو بها اهلي الروس كما يطيب لي التحدث عنهم.
جاءوا الأهل الروس، وانا اقلي الثوم (التقلية) لأضعه فوق الملوخية، وتجمعوا حولي يصورون كما المعتاد والجميع يتحدث لأصدقائه عبر (سناب او انستجرام او في ك ) .
وقبيل ان أضع الثوم شهقت أسوة بالاخوة المصريين لأحدثهم عن اصول الملوخية.
وبدأت الحكاية .. بدأ الجميع يتحدث عن الشهقة ، بلغات متعددة ، وكنت قد دعوت ايضا صديقة من امريكا الاتينية واُخرى من فيتنام واخرون من روسيا ، وبدات الأحاديث عن الشهقة بكل اللغات وانا اضحك.
وقلت أحدثهم : يقال يا أصدقاء ان الملوخية اسمها اساسا الملوكية وهي من المطبخ الفاطمي ، وهنالك خرافة تقول ان الطباخ الفاطمي شهق شهقة قبل تقديم الملوكية للملك من عجلته عند طلب الملك لطبقه المفضل وأصبحت عادة، ويقال ايضا ان الفاطميّون من كثر حبهم للملوخية منعوها عن الشعب وأسموها ملوكية.
وتقول أسطورة اخرى ان امرأة كانت تقوم بإعداد الملوخية، وبعد أن انتهت من تحضير "التقلية" وجدت الطاسة التى فى يدها تهتز، خافت المرأة أن تنسكب "التقلية" الساخنة عليها فشهقت من الخوف، ثم تمكنت من وضع الطشة فى الملوخية،وفوجئت بجمال طعمها فربطتها بما حدث
وبدأ الاصدقاء يتساءلون :" لماذا منعت أهي مخدرات أو ممنوعات ممنوع ادخالها"
فشهقت انا ضاحكة وتساءلت :" كيف اذن أدخلتها انا الى روسيا؟"
واعتقد الجميع ان كل لقمة بجب ان يسبقها شهقة، والجميع يشهق ويأكل حتى امتلئت البطون بالهواء والملوخية فداخت العقول.
فقالت إحداهن:" اكلت كثيرا لذيذة جدا،اشعر بدوار ونعاس"
وترامى الحضور على المقاعد مخدرين من كثرة الاكل .
لكن المشكلة انهم مازالوا يعتقدون اني أطعمتهم حشائش وأعشاب مخدرة .