ذكرى النكبة- تاريخ مرير وجرح فلسطين الغائر
د. آمنة ابو حطب
13-05-2018 04:39 PM
يصادف يوم الخامس عشر من ايار/مايو لعام 1948...عام النكبة.... حيث هجر في ذلك اليوم اكثر من 800 الف فلسطيني وطردوا قسرا من قراهم وبيوتهم حيث خرجوا لا يحملون معهم سوى مفاتيح بيوتهم...وآمال في العودة الى الديار الخامس عشر من أيار من كل عام يحيى الفلسطينيون، ذكرى نكبة فلسطين التي ألمت بنا في عام 1948، وتمثلت في نجاح الحركة الصهيونية بدعم من الاحتلال (الانتداب) البريطاني في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام “دولة إسرائيل”. وترافق هذان الأمران مع طرد وتهجير الفلسطينيين من 20 مدينة ونحو 400 قرية.
وخلال تلك الأحداث التي رافقها تدخل عسكري عربي ضد الاحتلال اليهودي لفلسطين- لقي عشرة آلاف فلسطيني على الأقل مصرعهم في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولاً, فنكبة فلسطين هي نكبة احتلال المقدسات وفصل الشعب عن أرضه وطرد أهالي 531 مدينة وقرية من ديارهم عام 1948. وفصولها بدأت حين خانت بريطانيا وعودها للعرب بمنح الاستقلال لبلادهم بعد إنهاء الحكم العثماني, وأصدرت على لسان وزير خارجيتها وعد بلفور” في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 1917 الذي “ينظر بعين العطف” إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين, أدت نكبة عام 1948 الى عملية اقتلاع كاملة للشعب العربي الفلسطيني لم تقتصر على مجرد فقدان الأرض, بل تعدتها إلى تحطيم الأساس المادي للشعب الفلسطيني.
وتشتت الشعب الفلسطيني في جميع ألأقطار وكانت القوى المعادية المتمثلة في الصهيونية العالمية والاستعمار تطمح في ان يذوب هذا الشعب في المجتمعات العربية، لا سيما ان النكبة قد أفرزت عوامل مضعفة لاستمرار الهوية الفلسطينية, أولها: الشتات الفلسطيني وما صاحبه من غياب الرباط الإقليمي بين الفلسطينيين, وثانيها: اختلاط الفلسطينيين في المجتمعات العربية المضيفة، خاصة وأنهم يشاركون هذه المجتمعات في اللغة والعادات والتقاليد والمصير المشترك, فالعرب جميعا شعب كون حضارة واحدة وطريقة حياة واحدة, وثالثها: ولادة أجيال فلسطينية جديدة في المهجر ليس لها أي ارتباط مادي بفلسطين. و تمادت سلطات الاحتلال في غيها وطغيانها وعدوانها مترافقا مع المزيد من مصادرة الاراضي الفلسطينية وتهويدها لبناء وتوسيع المستعمرات وجدار الفصل العنصري بالاضافة الى سياسة العقاب الجماعي وزيادة الحواجز في الضفة الغربية المحتلة وتشديد الحصار على قطاع غزة لتدمير البنية التحتية وفصل وعزل سكان فلسطين عن حقوقهم وممتلكاتهم الحيوية اليومية وحرمانهم من التواصل مع عمقهم الاجتماعي الفلسطيني والعربي والإسلامي.