المشاركة الإسلامية في الانتخابات البرلمانية
باسل العكور
27-04-2007 03:00 AM
لا نعرف بالضبط ما هي الاعتبارات التي يقرر من خلالها "الإخوان المسلمون" حسم قضية المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة ،كما اننا لا نعرف ايضا ما هي نتائج تقييم اداء نواب الذراع السياسي للجماعة "جبهة العمل الاسلامي"في مجلس النواب الحالي، فكل ما يتم بحثه في البيت الاخواني يظل في اروقته ولا تعلنه الجماعة للملأ ، لذلك يبقى كل ما يكتب حول الموضوع لا يعدو كونه قراءات تحليلية قد تقترب من تلك الاعتبارات التي تبني عليه الجماعة موقفها من المشاركة وقد تكون بعيدة تماما عنها.ورغم اهمية السؤال المتعلق بدوافع المشاركة وجدوتها بالنسبة للمقترعين ،الا ان الجماعة تحجم عن نشر ذلك وتتخذ قرارها في حدود قيادات الصفوف الأولى وترى ذلك كافيا .
سؤال الجدوى منطقيا هو السؤال الاهم في المعادلة، واذا ما احتكم اليه الاسلاميون فان ذلك يعني انهم سيقاطعون الانتخابات القادمة ،فالدور والتأثير المتواضع لنواب الجبهة في مجلس النواب الرابع عشر يعتبر مؤشرا مهما على عبثية المشاركة وذلك لن يكون لصالح اعادة الكرة من جديد....فاذا لم يتمكن نواب الجبهة عمليا من حصد اية مكاسب سياسية او حتى مناطقية على الارض فما الذي جنته الجماعة وما الذي جناه الوطن؟
اما عن خيار المقاطعة ، بعد الانتكاسات الكثيرة والخسائر التي اكلت جزءا من مصداقية الجماعة وتحديدا في تعاملها غير المفهوم مع ملف نائبي التعزية وبعد ان صبغت بعض قراراتها بالبراغماتية السياسية -على نحو يتناقض تماما مع طرحها ونهجها العقائدي- فهو ما يمكن اعتباره الخيار الاصعب ولكنه قد يكون الاسلم في ظل غياب احزاب برامجية قد تلتقي مع نهج الجماعة ومواقفها في بعض المفاصل المهمة وخاصة انها وفي ظل قانون الصوت الواحد غير قادرة –حسب تقديرات اولية واعتبارات كثيرة تعرفها جيدا – على زيادة عدد نوابها في المجلس القادم.
الحسابات السياسية ستحسم الجدل قطعا لصالح المشاركة لان المقاطعة من وجهة نظر بعض قيادات الصف الاول في الجماعة ثمنها السياسي كبير ولكن في المقابل هل سنشهد رؤية اخوانية جديدة تراعي المطلوب من الاسلاميين في المرحلة المقبلة التي ستشهد تحديات كبيرة تتطلب دورا فاعلا ومشاركة حقيقية وتأثيرا على مراكز صنع القرار وليس مشاركة من اجل المشاركة فقط؟
ولكن السؤال المهم هنا "هل تغيرت المقدمات حتى تتغير النتائج ؟"....
الموقف الحكومي المعلن مع مشاركة كافة الاطياف السياسية وفي مقدمتها الحركة الاسلامية بالانتخابات المقبلة وهو ما تعتبره انتصارا حقيقيا للديمقراطية في بلادنا ولكنها في الوقت نفسه ستتعامل مع هذا الموضوع بحذر شديد وستعمل - وهذا طبيعي - على دعم انصارها بكل الوسائل الممكنة ....