المقاصف المدرسية مشكلة قديمة جديدة فلا يمر وقت قصير حتى نسمع على أحد برامج البث المباشر شكوى من أحد أهالي الطلاب على المقصف الموجود في مدرسة ابنه وهذه الشكاوى تتكرر كل عام ومع أن مسؤولي التربية والتعليم ووزارة الصحة يعلنون بأنهم يسيطرون سيطرة تامة على هذه المقاصف ويراقبونها مراقبة حثيثة إلا أن الشكاوى تتكرر بشكل دائم .
لا يمكن أن يشكو أحد من مشكلة غير موجودة ، فأولياء الأمور يسمعون من أبنائهم ماذا حدث معهم في المدرسة فينقلون ذلك إلى أحد برامج البث المباشر . فعلى سبيل المثال لا الحصر يقول أحد أولياء الأمور بأنه يعطي ابنه الصغير نصف دينار كل يوم ليشتري من مقصف المدرسة بعض الأشياء التي يحبها الأطفال وعندما يعود ابنه من المدرسة يسأله ماذا اشترى فيكتشف أن الشخص المسؤول عن المقصف باعه مادة لا يتجاوز سعرها في السوق خمسة عشر قرشا وأخذ النصف دينار كاملا .
شخص آخر يقول إن ابنه اصيب بالإسهال الشديد عندما عاد من المدرسة وعندما سألوه ماذا أكل في المدرسة فقال ساندويشة فلافل من المقصف وهنالك قصص كثيرة عن المقاصف المدرسية وعن أسعار المواد المرتفعة في هذه المقاصف وعن استغلال الطلاب خصوصا الصغار منهم .
واقع المقاصف المدرسية لا أحد يستطيع انكاره أي أن هناك خللا يجب معالجته ويبدو أن أسلوب الرقابة الحالي غير مجد لذلك يجب البحث عن أساليب اخرى أكثر جدوى للسيطرة على هذه المقاصف وعلى الناس الذين يتضمنونها .
بعض المدارس الخاصة تبيع المواد الموجودة في مقاصفها بأسعار مرتفعة جدا والسبب في ذلك أنها تؤجر مقاصفها بأسعار مبالغ فيها كثيرا فيضطر الشخص الذي استأجر المقصف إلى رفع أسعار المواد التي يبيعها للطلاب حتى يعوض قيمة الايجار المرتفع ويحقق بعض الربح من هذا المقصف .
المطلوب من وزارة التربية والتعليم أن تشدد الرقابة على المقاصف المدرسية سواء المدارس الحكومية أو الخاصة وأن تكون هذه الرقابة صارمة وأن تحدد أسعار المواد التي تباع فيها تحت الرقابة الصارمة والعقوبات الشديدة للمخالفين .وكذلك المطلوب من وزارة الصحة أن تشدد الرقابة الصحية على المقاصف المدرسية وأن تفرض عقوبات رادعة على كل المخالفين .
إن أبناءنا الطلاب أمانة في أعناقنا ويجب أن نحافظ على هذه الأمانة .
الدستور