انتخابات في مصر ولبنان والعراق وتركيا وماليزيا وغيرها فما الجديد ؟ وما هو هدف الانتخابات ؟ إن الانتخابات عند بعض الشعوب تنافس قانوني لتطبيق مبدأ دستوري وهو تداول السلطة واختيار الناس من يريدون لقيادتهم . انهم بالانتخابات يضخون دماء جديدة لا تؤمن بالعهد البائد ولا الحركة التصحيحية ولا الانقلاب على ما كان جيدا" في عهد سابق بل يسيرون قدما" في بناء بلدانهم مدماكا" مدماكا" ليعلو البنيان وتصبح بلادهم قلاعا" مستقلة حرة تصون كرامة المواطن والوطن في آن واحد .
هذا هو هدف الانتخابات عند المتحضرين الصادقين المحبين لبلدانهم ومواطنيهم ، كل ذلك بضوابط دستورية وقانونية لا يسمح لأحد أن يتجاوزها حتى القائد نفسه لأنه إنما صار قائدا" وفقا" للدستور والقانون . أما بلدان النشاز والتخلف والدكتاتورية فكل المعاني الراقية غير موجودة في النفوس ولا في النصوص ولا في التطبيق !! يُجْرون الانتخابات والنتيجة معروفة والنسب محددة والأكروبات تعمل سواء كان البهلوانيون يعرفون أو لا يعرفون !! لماذا هذه النفقات ؟ لماذا هذه المساحيق التي تحاول تجميل الوجه البشع تحت الطلاء ؟؟! نفقات ونفاق وتقبيل لوجنات الناجحين زورا" وبهتانا" أو رشوة وطعاما" !!والحفل مستمر على المسرح ، والصناديق لا ترتعد فرائصها من تداول السلطة لأنه لا تداول بل كعكة تم توزيعها مبكرا" على الحبايب والمطيعين وربما أشرف على الحفلة التنكرية مناضلون ليحلو الرقص والدبك وتبقى الطائفية هي المهيمنة ، والكوتات هي المسيطرة ، والمقاعد يتفرق دمها في القبائل بينما يؤتى ببعض الحزبيين والسياسيين كفلفل وبهارات الطعام!! هذا النوع من الانتخابات مفيد للمطاعم وبائعي الحلويات والخطاطين وبعض وسائل الإعلام ، أما الوطن وتقدمه وازدهاره فلا علاقة له بكل هذه المسرحية التي تزيد الأوطان تخلفا" وإحباطا" !! .
اذا كانت دول المسرحيات الانتخابية لا تريد صناديق نظيفة ومجالس شعب حقيقية فلتوفر هذا الجهد لأن القصة أصبحت ممجوجة وتشكل للعاقلين فضيحة على رؤوس الأشهاد.