facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




أوراق متعبة


سهير بشناق
11-05-2018 12:52 AM

هواجس بلعبة الحياة ...

يخترقون جدار صمتك ووحدتك فتغدو الايام هماً ... يتغلغلون الى اعماقك فيرسمون بثناياها اجمل لوحات الحب والصدق لتكتفي بهم عمرا لا ينتهي وجمالا يلامس الروح

لكنهم يمضون ، يتغيرون، يتبدلون، تتناقص كمية عطائهم لنا يوما بعد يوم وتزداد غربتهم عنا عاما بعد الاخر

لنتساءل عن ذنبنا نحن .

بما اخطأنا ومتى تعثرنا امامهم لنسقط دون ان تمد ايديهم لنا ...؟

نبحث عنهم بلغة الزمن الماضي لاننا لا نعرفهم الا من خلاله ولا نجدهم

متى غادروا ومتى رحلوا عنا ... ؟

كيف امتلكوا تلك القوة التي تجعلهم يسقوطننا بخسارات لا نقوى عليها بتجارب نحن اعتقدنا انها لا تليق بنا وليست منهم بشيء لانهم لا يشبهون الاخرين

لكنهم ليسوا مختلفين الا بالقدر الذي منحنهم نحن هذا الاختلاف .... بالايمان بهم بمكانتهم بقلوبنا ....

لنراهم الان بلا اقنعة .... نحن الذين كنا نرتدي تلك الاقنعة بايماننا بهم بالمطلق

لربما كانوا اخر من استوطن القلوب .... لربما كانت وجوههم محملة باخر آمال العمر لنكتفي من الخسارات ونهمس لانفسنا قائلين هم من سيتبقى لنا بعد ان اكتفينا من الاخرين ....

لربما اخطأنا بحق انفسنا قبلهم ....

فليغادروا وليرحلوا ولنكتفي نحن بما كان بلحظات هي كانت اقرب لنا من انفاسنا .... بلحظات جردتنا من وحدتنا واعادت لنا اشياء كثيرة

لكنها تمضي وما العمر سوى لحظات كانت تدور في فلكهم وغدت اليوم ملء السماء ....

كلما استعدنا الذاكرة نستعيد صوراً ...

صغارا هم كانوا تجربة جميلة يمر بها النساء والرجال على حد سواء باختلاف حميمية العلاقة التي تربط المراة بهم لانهم جزء منها يعيشون بجسدها رحلة تبدا من بداية تكوينهم يوما بيوم لتستمر بشغف ولهفة لاكتشافهم ورؤيتهم

يولدون ونقف امامهم ساعات نراقبهم تبدا معهم قصة العمر الجديد نراقب ابتسامتهم ونبدا بتفسيرها مستغرقين بهذا الامر وكأننا نشكل لغة بينا وبينهم ونحن ندرك انهم لا يزالوا يعيشون بعالمهم لكننا بطريقة او باخرى نرى انفسنا جزءاً من هذا العالم ونستمر .

كم من الايام والسنوات حلمنا عنهم تخيلنا شكل ايامهم القادمة واجتهدنا كثيرا بان نطوق احلامنا بوجودهم

ومن منا لم يحلم لهم وعنهم ويخطف من السماء نجوماً مضيئة يزرعها بدروبهم .... لكن ما قيمة احلامنا نحن التي عشنا معها وبها لسنوات ما داموا لن يعترفوا بها يوما .

من منا لم يقف امامهم ملتقطين اولى كلماتهم نرددها بينا وبين انفسنا وكأنها اللغة الوحيدة التي نتعرف عليها للمرة الاولى فتصبح مفاتيح السعادة لنا لتغدو لحنا جميلا يفرحنا .

من منا لم يقترب منهم وهم نائمون يطبع على وجوههم قبلات هم لا يعلمون كم هي تختصر حب العمر كله وعطاء لا ينضب فلا يشعرون بنا لكننا بها نشعر بالسعادة .

من منا لم يحتفظ باولى اوراقهم التي امتلأت بخطوطهم والوانهم المبعثرة بفرح لا حدود له فيمزقونها هم ونعيد نحن لملمتها وترتيبها ونجد لها مكانا لنحتفظ بها لانها الاجمل ....

من منا لم يقف ساعات على ابواب قلوبهم وهم يودعوننا في اولى ايامهم الاولى على مقاعد الدراسة فنشعر بان قلوبنا تكاد تتوقف نبضاتها وارواحنا معلقة بهم نراقبهم ودموعنا تسبق دموعهم لكننا نلملم انفسنا ونخفي مشاعرنا لاننا نريدهم ان يكونوا احسن البشر ..

يا لتلك القلوب كم تحملت وحلمت وتمنت .

يا لتلك القلوب كم منحت وتعبت وتلمست الفرح من عيونهم وحركاتهم وخطواتهم ولغتهم ....

يا لتلك القلوب كم اوجدت لها مساحة من التأمل واستجدت الراحة والطمأننية وتخلت عن الكثير من احلامها ووجودها لترسم لهم كل ما يتمنونه وتزرع بدروبهم وروداً كانت هي فقط من تبعد عنهم اشواكها لتبقيهم دون الم ووجع .....

ليبقى لهم بالذاكرة صور .... هي ملك لكل اب وام .... يحفرونها بوجدانهم وذاكرتهم يقلبونها بين فترة واخرى ليستعيدوا كل ما كان وهم صغار ...

وعندما يحين موعد ان نذكرهم بتلك الصور لا يلتفتون لنا .... فقد كبروا بالقدر الذي لم تعد تعينهم بها شيئا

لا احلامنا ولا امنياتنا ..

هم يشكلون ايامهم كما يريدون ، ويحلمون كيفما يشاءون ويختارون بكثير من مراحل حياتهم دون ان يعودوا لنا فهم لا يتعلمون من النصائح بقدر ما يتعلمون من التجارب

لا بأس بكل ذلك فهم ليسوا ملكنا وان كانوا جزءاً منا .

لا بأس بقليل من التجاهل والاعتماد على انفسهم وبقدرتهم على الخيارات والعبث بالايام فهي ايامهم وحياتهم

فهم لن يعترفوا باحلامنا ولا بتجاربنا .

لكن في هذا العالم عالمكم ووجودكم هل علينا نحن ان ننهي ادوارنا وكل ما نفعله ان نقف متفرجين كمن يشاهد مسرحية ما كل ما يفعله ان يصفق بنهايتها او ان يبدي استياءه من ادوار ابطالها ؟

تلك القلوب التي عرفت يوما ما معنى ان تكون اما وابا وتلك النفوس التي تختزن من اولى لحظات وجودكم حبا وقدرة على الاحتواء والتسامح الا تستحق ان يكون دورها كدور الابطال بتلك المسرحية ليخرج الجميع منها منتصرا بقيمة الفرح والانجاز ولو لم يكونوا جميعهم مبدعين بادوار البطولة .

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :