قرأت ذات مرة ، أن مواطنا في بلد أوروبي رفع دعوى قضائية ضد البلدية لأنه سقط في حفرة ؛أهملت إصلاحها وكسب الدعوى ونال التعويض .
من الصعب جدا أن يحدث هذا في الأردن (...)ليس لأن المشكلة حضارية فنحن كذلك وليس لأن البلدية غير مسؤولة عن الحفر في الشوارع وهي مسؤولة .
إنما السبب هو أن الشوارع كلها حفر , فماذا ستفعل البلدية التي لا ترغب أو لا تريد إصلاح هذه الحفر لو سمح لا قدر الله للمواطنين مقاضاتها في حال سقط أحدهم في واحدة أو تضررت سيارته في أخرى , لا ... مستحيل أن يسمح بذلك لأن البلدية ستفلس قطعا .
يقال أن في شوارع عمان حفرة بين مطب وآخر , حتى أنه للإستدلال على عنوان ما يتخذ من المطب علامة فارقة , خذ أول مطب , فالثاني وأترك الثالث , بتلاقيك حفرة بعدها حفرة أكبر ثم مطب أدخل على يمين ,وبعد أول حفرة وبعدها مطب و الثاني , لا تطلع على الثالث بس عند الحفرة توقف , البيت على يمينك صف السيارة وإنزل .
طبعا هذا توصيف للعناوين يضاف الى جملة من التوصيفات المضحكة لكنها معتمدة مثل طلعة كذا أو الى جانب بناية فلان أو على الدوار الفلاني جنب محل الأزهار أو كشك الشرطة أو محل الخضرة والملحمة والسوبرماركت حتى محول الكهرباء وربما عمود الإنارة أو الهاتف وهو بالمناسبة عمود خشبي إنتهى زمنه لأن كوابل الإتصالات أصبحت تحت الأرض .
في مدن مثل طوكيو ، أحتفلت البلدية بإزالة آخر مطب , وقد شاهدت في مرة شريط فيديو , عن أشغال البلدية هناك , فما أن تحدث ظروف ما مثل الزلازل شقا في الشارع أو حفرة أو أن يحدث ذلك لأي سبب آخر حتى تسرع كوادر البلدية لإصلاحة ولا يطلع نهار اليوم التالي الا والحفرة قد إختفت حتى أن المارة لا تكاد تراها أو تشعر بتلك الحفرة إذ سرعان ما تختفي , يا سلام .
عدد الموظفين في امانة عمان يزيد على 21 الف موظف , هذا جيش كبير , لكن مفعوله قليل !.
ولا أعرف ما السبب الذي دعا الأمانة لأن تزيد رواتب العمال فيها مع هذا العدد الهائل من الحفر في الشوارع , وبالمناسبة فان إجمالي النفقات الجارية للأمانة والبالغة 189 مليونا و695 الف دينار وتشكل أكثر من ثلث الموازنة تذهب للرواتب والاجور، وللنفقات التشغيلية، ونفقات فوائد القروض، فيما يتبقى نحو 5ر306 مليون دينار لنفقات رأسمالية (المشاريع الانمائية، الاستملاكات، المشاريع الممولة).
لو أن نصف هذا العدد الذي يتقاضى هذه الملايين أو حتى ربعه تفرغ لإصلاح الحفر لذهبت أثرا بعد عين , لكن ذلك لم يحدث ولا أظنه قد يحدث .
لماذا أتحدث عن حفر الشوارع , لأنها ببساطة تتوسع مع الزمن حتى تشكل ما يشبه الوديان , ما أن تسقط فيها سيارة حتى تفقد عمود التوازن وكفة الإطارات التي تحمل الهيكل , وما يسمى بالأكسات , هذا ما حدث معي شخصيا , فأنا من ضحايا هذه الحفر فمن المستفيد , حتما كراجات تصليح السيارات في المقام الثاني وقبله محال بيع قطع الغيار أما الضحايا فهم كثر ,. ولا أعلم من يعمل لمصلحة من في الإبقاء على الحفر كما هي عليه .
الرأي