في أصول التفاوض مع اللصوص
احمد ابوخليل
20-04-2009 03:55 AM
الكتاب الذي أهداه الرئيس الفنزويلي تشافيز الى الأمريكي اوباما ينطوي على رمزية عالية, فهو يروي قصة نهب ثروات أمريكا اللاتينية منذ القرن الخامس عشر وحتى القرن العشرين على يد الأوروبيين والأمريكان لاحقاً.
إنها بداية مناسبة لعلاقة جديدة بين الطرفين. والواقع أن فكرة فتح حساب العلاقة بين الشمال والجنوب تكتسب المزيد من الاهتمام في أمريكا اللاتينية, وهناك نشاط مماثل في أفريقيا التي عاشت ولا تزال أقسى أنواع العلاقة مع الشمال.
من ناحية تاريخية لا يوجد من يجادل حول النهب متعدد الأشكال الذي بُنيت عليه الرأسمالية في المراكز الأوروبية, ولكن نتائج الحساب الحقيقي لطبيعة حركة الثروة بين الشمال والجنوب في العقود الأخيرة تدحض أيضاً "الخرافة الاحصائية" المعاصرة التي تقول أن دول الشمال تقدم المعونات لدول الجنوب. فمن ناحية رقمية بحتة فإن ترحيل الثروات الحقيقي الجاري حالياً يتجه من الجنوب باتجاه الشمال عبر أشكال عديدة ليس بالضرورة أن تتخذ دوماً صيغة مبالغ مالية سائلة.
بين يدي دراسة لرئيس لجنة الغاء ديون العالم الثالث وهي لجنة دولية مقرها بلجيكا. تلاحظ الدراسة تنوع أشكال ترحيل الثروة من الفقراء نحو الأغنياء, ومن أشهر هذه الأشكال: المعادلة التي يجري وفقها سداد الديون, ومنها كذلك تباين أسعار الفائدة بين الطرفين, وانعدام العدالة في التبادل الدولي بين دول تختص بالمواد الولية وأخرى بالمواد المصنعة الحديثة, ومنها أيضاً عملية ترحيل أرباح الشركات الكبرى متعددة الجنسية ومنها تكلفة براءات الاختراع رغم أن عملية الاختراع عملية تراكمية تاريخية وعالمية, ومنها أيضاً تكلفة ترحيل الأدمغة.. وغير ذلك من أشكال.
إن أجواء قمة الأمريكيتين تمثل نموذجاً لحوار المستقبل بين الفقراء والأغنياء, والأمر متعلق فقط بمستوى الشعور بالكرامة الوطنية عند الشعوب والقادة في الدول الفقيرة.0
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net