شيخ العشيرة ودولة القانون والمؤسسات
د. عبدالله فلاح الهزاع الدعجة
10-05-2018 10:58 AM
لا يخفى على أحد أن تركيبة المجتمع الأردني هي تركيبة عشائرية و أن هذه الميزة تعتبر صمام أمان و سبب رئيسي من أسباب الاستقرار السياسي و الأمني في المملكة الأردنية الهاشمية , وأن العشيرة لها موقع متقدم في وجدان و شعور كل أردني ولذلك تبرز أهمية دور شيخ العشيرة في المجتمع ماضياً و حاضراً ومستقبلاً .
ونحن بحمد لله نتفيأ في الأردن بظلال الدولة المدنية دولة القانون و المؤسسات التي يجب أن يكون فيها الولاء للدولة مع ضرورة انحسار الانتماءات الضيقة و هكذا يتعمق مفهوم المواطنة و بالتالي نكون أمام حالة ديمقراطية متقدمة .
لقد قال جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله " أن على الجميع أن ينظر للأردن كعشيرة واحدة فالأردن عشيرتي " و بالتالي يمكن أن نفهم من هذا القول أن هناك سياق متصل و متكامل و ليس منفصل و متضاد بين العشيرة و الوطن بمعنى أنه على العشيرة ان تقدم ابناءها لخدمة الوطن و احترام القانون و أن تكون عنصراً جامعاً و ليس مدعاة للفرقة و الاختلاف .
لقد رسخ جلالة الملك المؤسس عبدالله الاول رحمه الله حالة من الاستقرار و التوازن في الدولة الاردنية الجديدة انذاك من خلال انهاء الصراعات العشائرية التي كانت قائمة قبل تأسيس الدولة لحساب خلق حالة من الانسجام و التوافق بين العشائر و الالتفاف حول القيادة لزيادة قوة الاردن ومنعته .
و من هنا يجدر القول أن هناك دوراً ديمقراطياً ينتظر شيخ العشيرة من خلال تعميق ظاهرة الوعي و تقديم الخدمة للمواطن و قضاء حاجاته فيكون مساعداً و رديفاً لأجهزة الدولة في فض النزاعات و حفظ الأمن و النظام العام و المساهمة في جهود التنمية و التطوير لمواصلة مسيرة البناء و الانجاز خدمة للوطن و المواطن .
لقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قائلاً " لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى " و التقوى تتطلب العمل و الانجاز و بذل الجهود و التقديم للناس فهذا معيار التفاضل و كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله " ما حدا أحسن من حدا الا بالانجاز " و هذا القول ينطبق على حالات كثيرة و متعددة و في مجالات متنوعة في مجتمعنا الأردني .
حمى الله الأردن و قائده المفدى و شعبه الكريم .
والله ولي التوفيق .