عمون - توافق المشاركون من ممثلي وزارات معنية ومنظمات مجتمع مدني على ترجمة نتائج الاجتماع الوزاري الرابع للاتحاد من أجل المتوسط المتعلق بتعزيز دور المرأة في المجتمع بخطة عمل ووثيقة رسمية تتضمن سياسات قابلة للتطبيق وفقا للألويات الوطنية.

جاء ذلك في ختام أعمال ملتقى الحوار الوطني حول نتائج الاجتماع الوزاري الرابع للاتحاد من اجل المتوسط المتعلق بتعزيز دور المرأة في المجتمع نظمته المبادرة النسوية الاورومتوسطية بالتعاون مع جمعية النساء العربيات وبدعم من الاتحاد الاوروبي ، الذي استمر يومين .

واكدت وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف، بحضور كل من سفيري الاتحاد الاوروبي والسويد في الأردن، ان الاعلان الوزاري الرابع للاتحاد من اجل المتوسط نقطة تحول للانتقال من التوصيات الى بناء السياسات في تعزيز قضايا تمكين المرأة وفق مجموعة من المشاورات والتوصيات التي تدعم مسيرة تقدم المرأة في عملية التنمية، لافتة الى ان محاور الاعلان الوزاري تقع ضمن اولويات الحكومة وتتوافق مع سياساتها وبرامجها.

وقالت ان الاولوية الان لتمكين المرأة اقتصاديا، مشيرة الى تبني الحكومة سياسات للنوع الاجتماعي وتطوير انظمة الحماية الاجتماعية الخاصة بالنساء.

وبين سفير الاتحاد الاوروبي اندريه فونتانا ان تحقيق المساواة للمرأة والغاء العنف المبني على النوع الاجتماعي هي اهم القيم التي يعمل عليها الاتحاد الاوروبي، مؤكدا الالتزام بدعم هذه القيم بخطة عمل مع الحكومة ومنظمات المجتمع المدني.

وعرض لعدد من المشاريع والبرامج التي يدعمها الاتحاد الاوروبي في الاردن، ومنها دعم برامج توعية المرأة بصحتها بالتعاون مع مركز الحسين للسرطان وغيرها من البرامج التي تعنى بتمكين المرأة اقتصاديا، الى جانب التعليم المهني والتقني.

وقال سفير السويد في الاردن ايريك اولينهاج ان تحقيق المساواة بالنوع الاجتماعي يخلق اسرا قوية واقتصادا قويا ومجتمعات متقدمة ومزدهرة.

ولفت الى تحديات تواجهها المرأة بالسويد تتشابه مع نساء الاورومتوسط، خصوصا ما يتعلق بالمواءمة بين العمل والعناية بالاسرة.

وقال بهذا الخصوص "نستطيع ان نتعلم من بعضنا البعض ونتبادل الخبرات والتجارب، ولا نقبل ان يقال ان حقوق الانسان وحقوق المرأة هي فكرة غربية ابدا".

واعربت المديرة التنفيذية للمبادرة النسوية الاورومتوسطية بوريانا جونسون عن تقديرها لمشاركة واهتمام جميع الجهات الاردنية بتفعيل وترجمة نتائج الاعلان الوزاري الرابع حول حقوق المرأة والذي عقد نهاية العام الماضي في القاهرة الى خطة وآليات عمل واضحة، معربة عن شكرها لدعم سفارة الاتحاد الاوروبي واهتمام حكومة السويد بالمجال وتطلعها الى ان تساعد وزارة التنمية الاجتماعية في رفع وثيقة توصيات الملتقى المترجمة للبيان الوزاري الرابع الى الحكومة لتكون اطار عمل وطني وللمنطقة الاورومتوسطية لتعزيز تقدم المرأة بالمجتمع.

وقالت مديرة البرامج بجمعية النساء العربيات ليلى نفاع ان الاردن ترأس الى جانب الاتحاد الاوربي المؤتمر الوزاري الرابع، وسيترأس ايضا المؤتمر الخامس المقرر عقده بالاردن، لاهتمام الحكومة بتعزيز دور المرأة.

ووفقا لمدير السياسات بوزارة التنمية الاجتماعية احمد ابو حيدر، فإن الحكومة وبالرغم من تغيير اولوياتها بالسنوات الاخيرة نتيجة التغيرات والنزاعات السياسية بالمنطقة وانتشار الإرهاب والتطرف وتعثر جهود السلام باستمرار الاحتلال الاسرائيلي وبروز خطاب يعارض الجندرية، الا انها وفي سياق خطتها واستراتيجياتها الاخيرة وخاصة بوزارة التنمية الاجتماعية تعتمد مفاهيم النوع الاجتماعي، الا انها تتعثر احيانا بسبب نقص التمويل المالي.

ويشمل البيان الوزاري الرابع للاتحاد من اجل المتوسط عدة محاور تتركز بتعزيز مشاركة النساء بالحياة العامة وصنع القرار والمشاركة الاقتصادية الفاعلة للنساء ومكافحة جميع اشكال العنف والتمييز ضد النساء والفتيات والقضاء على الاشكال النمطية السلبية لصورة المرأة بالمجتمع وجندرة الإعلام والتعليم النوعي وتعزيز دور المرأة في بناء السلام والامن.

وتخلل اعمال الملتقى جلستان، اولاهما خصصت لمخرجات حوار الامس الذي جمع العشرات من منظمات المجتمع الوطني والتي تركزت على اهمية وجود هيئة تنسيقية بين منظمات المجتمع المدني والحكومة، والثانية بحثت آليات تنفيذ المساواة المبنية على النوع الاجتماعي من خلال العملية الوزارية بالتركيز على التمكين الاقتصادي.

(بترا - ماجدة عاشور)