facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مركزية الدور الأردني في قلب السياسة العالمية


د. سيف تركي أخوارشيدة
09-05-2018 01:01 PM

رغم سوء الإمكانات التي يعاني منها الأردن أقتصاديا و طبيعيا ، الإ أن الله عوضنا بقيادة حكيمة متمثلة في حضرة و حضور صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني الذي طوع الظروف و المقدرات المتاحة لتكون الأردن كما سابق عهدها أرض العرب و رسالة السلام ودار الأمان ، و محج للساسة على اختلاف نهجهم لفهم ايقاع التحولات السياسية في المنطقة العربية ، فكانت مدرسة " عبدالله " المنتمية للعروبة و الملتزمة بقضايا الأمة قبلة سياسية في الأقليم والعالم على حد سواء .

أعتقد جازما أن النظريات السياسية تصيب و تخطيء في تفسير و فلسفة الأحداث السياسية في العالم لكن امام الأردن قد أخطأت نظريات "الجيوبولتيكس" ، فالأردن ضمن المواقع الجغرافية لا يحظى بأهمية قصوى ، ولكن في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة ، يعتبر قلب الحدث السياسي و قلب الرسالة النابضة بضرورة السلام و الكف عن أشكال القتل والدمار ، فربما كان الأردن الحالة الأنموذج و المتفردة التي أحتضنت الظروف السياسية و التقلبات و دعت الى وحدة الصف ، ونبذ الفوضى الحادثة والممنهجة والتي فرضت قصرا على الشعوب العربية.

الأردن .. قلب العالم ، و حظي بدور مركزي لا يمكن التغاضي عنه أو تهميشه حتى في توجهات السياسة العالمية التي رسمتها الدول الكبرى ، فالولايات المتحدة الأمريكية اتجهت لكل من مصر والسعودية للضغط على الأردن بالموافقة على مخرجات صفقة القرن و نقل السفارة الأمريكية للقدس و غيرها من مشروعات أمريكية - اسرائيلية ، أو مبادرات عربية - أمريكية ، ولكن بقي جلالة الملك صاحب الموقف الصلد الحر والذي رفض البصم و القبول لتمرير صفقات على حساب الشعب الفلسطيني و الأردني على حد سواء ، و تمكن من حشد المواقف العربية الداعمة للقضية الفلسطينية و المقدسات الإسلامية في القدس وانتزع قرار أممي و بإجماع (128) دولة رافضة نقل السفارة الأمريكية للقدس ، وهذه سابقة سياسية و دلالة على عمق التأثير والوجود الأردني في خارطة التأثير السياسي و المكانة الدولية.

و ان الأردن ممثل بقيادته لم تكن مواقفه نابعة من دور الجار الجنب أو الدولة الحدودية وانما من واقع العروبة المشتركة " أمة عربية واحدة " ، رغم القوى التي مزقت ونهشت أوصال الدول العربية وورطتها بحروب اهلية داخلية ، وتوجهات دولية أتت على ما بقي من هياكل هذه الدول ، فكما كان الدور الأردني مهما في القضية الفلسطينية وحاسما كذلك ، كان مهما في الشان السوري و العراقي ، و حتى في الأزمة الخليجية القطرية ، فقد حرص كل الحرص على تقريب وجهات النظر ، و عمد على تأطير العلاقات و التوجهات بما يحقق الغاية القصوى والمصلحة المشتركة للوطن العربي .

حفظ الأردن و حفظ قيادته التي راهنت على الدور الأردني في وآد محاولات تفتيت الوحدة او المساعي العربية لوقف الفوضى و ألة الحرب ، وان زيارة وزير الخارجية الأمريكي مؤخرا للأردن شاهد عيان على مركزية الدور الأردني والتي تلاها عدة زيارات لمسؤولين أممين و دوليين .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :