إلى ديما ؛ امرأة بطعم الرجولة والفروسية
د. محمد عبدالكريم الزيود
09-05-2018 09:25 AM
إليكِ أنتِ وحدكِ ، أيتها الأردنية الفارسة المعتقة بالمروءة والشهامة ، من قال أن الفروسية والرجولة إرتبطت بالرجال الذكور فقط ، لكننا شاهدناها من امرأة وحيدة تهبّ لنجدة جريح في الشارع ، تأتي وحدها بكل شجاعة المرأة التي صورها لنا الإعلام الجديد أن المرأة مخلوق ناعم ، وأنها فقط خُلقت لعمل المعجنات ولبرد الأظافر والمناكير ، ذهبتِ إليه بينما يكتفي المارة من الرجال بالتصوير والمشاهدة فقط.
لا تحتاجين قصائد غزل ، ولا كلمات حب وعشق
، لكنكِ تحتاجين ألف كلمة شكر والشكر قليل ، يا من كشفتِ ضعفنا وعوراتنا وسطحيّة قيمنا الجديدة وأنتِ تمسحين الدم بيدكِ عن وجه "إبن الفايز" ، كنتِ تقولين لنا أن البلاد بخير ، وأن المروءة والشهامة ما زالت رغم الذين يحاولون خدش تلك القيم ، كنت تعلّمينهم درسا لهؤلاء الذين يتاجرون بلحم " الأعراض " بإسم حرية النشر على السوشل ميديا والمواقع الإلكترونية، والتسابق لتشريح الناس من قبل أنصاف وأشباه الصحفيين ، وتقسيمهم بين الشريف والفاسق وبين الوطني والخائن .
في بلادنا تكفي مشكلة أطفال في الحارة أن تشعل حربا بين العشائر ، وأن يخرج السلاح المخبأ لإنقاذ شرف العائلات ، تكفي كلمة على إشارة ضوئية أن تحرق قرية ودكاكين للفقراء ، وتقتل نفسا بريئة مرّت صدفة من هناك ، وليس لهم ذنب سوى رابطة الدم ، فالعنف في بلادنا عنوان المواسم ، والنفوس محتقنة والغضب لا يحتاج إلا سببا واهنا لنعلنه بلا خجل .
إليكِ يا بنت الوجع الأردني ، إليكِ كل الكلام الذي ينحني لك ويزهر قصائد شكر وفخر ، إليكِ يا من أشرتِ وكشفتِ عن عوراتنا ، فبلادنا رغم كل الكتب في المدارس والجامعات ، ورغم كل الأغاني والقصائد ، ورغم كل ورشات الأخلاق ومدونات السلوك ، نحتاج مثلكِ من يوقظنا .