هذا الثلاثي الذي يحكم اسرائيل الان مكون من اكثر ثلاث شخصيات متطرفة تعرفها الساحة السياسية الصهيونية. تركيبة ثلاثية نتجت عن دراسة صهيونية متأنية هدفت الى ايجاد حالة من التموضع الاستراتيجي لاحكام قبضة مشددة على مسار الاحداث التي تشكل الصورة النهائية لمآل التطورات في منطقتنا خلال السنوات الاربعة القادمة. ولعل الاخطر من بين هؤلاء الثلاثة هو عوزي آراد، الشخص المتعلم الوحيد من بين ثلاثتهم تعليما يسمح له ان يطرح افكاره وطروحاته بمنهجية علمية وباسلوب يتصف بالهدوء والابتعاد عن الصخب . مما يسمح له ان يمارس تأثيرا كبيرا على نتنياهو وبالتالي على قراراته كرئيس للوزراء.
وقد اتخذ قرار تعيينه مستشارا لنتنياهو في اولى جلسات الحكومة الجديدة بالاجماع وبدون اي نقاش. ومن المعلومات الطريفة حول علاقته بالولايات المتحدة الامريكية انه ممنوع من دخول الاراضي الامريكية بسبب شدة تطرفه السياسي والفكري ولاتهامة بالتجسس على الولايات المتحدة لصالح اسرائيل في فترة زمنية سابقة. ويعد آراد من اكثر زعماء اليمين الصهيوني تنظيرا وحماسا لفكرة الوطن البديل.
اما الشخص الثاني فهو ليبرمان الذي بدا حياته المهنية حارسا في نادي ليلي قبل ان يهاجر الى فلسطين ليصبح في اقل من عشرين عاما احد أهم اقطاب اليمين المتطرف في اسرائيل. يعتبر ليبرمان شخصا شبه امي ويمتلك اسلوبا غوغائيا في الحديث وعقلية يمينية شديدة التطرف لا تؤمن بالمنطق او متطلبات التواصل الايجابي الفعال مع الآخرين حتى مع اولئك الذين يعملون معه. ويصفه العديد من المراقبين بأنه شخص فج وغير مريح، فمثلا قام يوم الخميس الماضي بزيارة المبعوث الامريكي متشيل في مكان اقامته في الفندق واجرى مباحثات سياسية معه، بدت انها كانت مباحثات عاصفة.. وعندما غادر مكان اقامة ضيفه.. غادرها دون ان يودعه او حتى يلتفت اليه .. وكان ذلك امام عدسات الكاميرات والصحفين الذين بدى عليهم الذهول.. تماما كما بدى ذلك على ملامح المبعوث الامريكي متشيل نفسه.
اما نتنياهو فهو معروف للجميع.. سياسي يميني متعنت يؤمن فقط بالقوة وتطبيقاتها المفرطة وغير الاخلاقية ضد الفلسطينيين.. ومعروف عنه ازدراءه الشديد للعرب كقومية.. وكنت شخصيا قد شاهدته في العديد من المرات في ثمانينات القرن الماضي على محطات التلفزة الامريكية عندما كان يعمل في وظيفة ما في سفارة اسرائيل في واشنطن.. حيث كان يركز في مقابلاته على عبارات الازدراء والاهانة للانسان العربي ويصف العرب باوصاف عنصرية قبيحة.
اذن هذه هي اسرائيل الان، كانت شديدة العداء للفلسطينيين والعرب على مدار عقود لكنها الان مفرطة في عدائيتها لنا وفي استهتارها بالعالم كله بما في ذلك حاميتها الاساسية امريكا .
فهل تعي الانظمة العربية الدرس الان وتفسح المجال لشعوبها للمشاركة الفعالة في صد ما قد ينتج مستقبلا عن هذا الطوفان الصهيوني الجارف ؟
دعونا نصلي من اجل ذلك ..
qatamin8@hotmail.com