كلام الناس يدخل في باب المهم إن صدر من أناس ثقاة يمكن اﻷخذ برأيهم للتصويب، لكنه ليس مهماً البتة لشخص ثقته بنفسه لعنان السماء ويمضي قُدماً في صعود، ومع ذلك يبقى كلام الناس مهماً لإتّقاء شرّ بعض الناس:
1. رضا الناس غاية لا تدرك، فتباين اﻵراء كبير وكل يغني على ليلاه ويعزف على وتر مصالحه الخاصة.
2. كلام الناس يقع بين شطري مقولة الإمام الشافعي: ضحكت فقالوا ألا تحتشم؟ بكيت فقالوا ألا تبتسم؟ كمؤشر على إستحالة الرضا والقبول من قبل الآخرين ما لم نتّبع ما يريدون.
3. كلام شكسبير في الصميم عندما قال: حياة يقودها عقلك أفضل بكثير من حياة يقودها كلام الناس، فتحكيم لغة العقل واجبة.
4. في ظل تراجع منظومة القيم والأخلاقيات وظهور وسائل التواصل اﻹجتماعي على السطح كثر كلام الناس السلبي لدرجة اﻹتهام الجزاف والهمز واللمز واﻹستغابة وغيرها، مع اﻷسف.
5. كلام الناس اﻹيجابي موجود بين قلة منهم، لكن الناس تنسى بحر اﻹيجابيات عند ظهور أول سلبية.
6. مطلوب تعظيم الثقة بالنفس وعدم اﻹلتفات لكل كلام الناس، فالمُحْبِط منه يفوق المعزّز.
7. مطلوب من المسؤولين العمل ليحبهم الناس عندما يغادروا مناصبهم، كما يحبونهم إبّان إستلامهم مناصبهم، وإلّا فكلام الناس سيزداد تأليفاً وتوليفاً وحقيقة وخيالاً عند مغادرتهم لمناصبهم.
8. مطلوب أن نبقى كما نحن على الطبيعة دون تلوّن أو تجمّل أو شوفية، وقتها سيكون كلام الناس غير مهم.
بصراحة: كلام الناس 'لا يقدّم ولا يؤخّر'، لكن اﻹستماع إليه يعطي فكرة عن نفسيات ومكنونات اﻵخرين، ومطلوب زيادة جرعات الثقة بالنفس ﻹستيعاب اﻵخر، ومطلوب المضي قُدماً لتحقيق اﻷهداف أنّى كانت ما دامت إيجابية وفيها مرضاة الله.
صباح المفيد من كلام الناس