ما الذي يمُيز الموت عن الانتحار ؟ اهو الفعل الارادي ؛ام غير الارادي بحكم انتهاء اجل الانسان بالمعنى الديني أولا،ثم هل يحقق الموت مقولة المعتزلة القائلة بأن الانسان مفقود بين لحظتين هما الميلاد والوفاة في مسيرته؟.

على كل أولاحظ بأن درجة الرهبة من الموت تختلف من شخص لأخر بحكم الايمان بأنه حق، وأن التدرب على مواجهته أو حتى التحايل على حضور بعض اسبابة كالتدريب الذي يبذله العسكريون او الجماعات المسلحة اثناء التدريب انما هو احدى محاولاتنا كبشر للابطاء في حضوره ربما.


الموت البايلوجي واحد وأن تعددت التسميات والالقاب،فلدينا الموت الطبيعي سواء على الفراش او عبر العمل فجئة، مثلما لدينا قاموسيا الموت السريري، وكذا الموت خطئا جراء عيار ناري في افراح او في رحلة عبث أو صيداو سرعة سيارة في لحظة هيام . كما ان الوقائع الرقمية التي رصدتها عبر ما ينشر في صحفنا على مستوى المملكة تشير الى تكرار مثل هذه الحوادث رغم اننا في مجتمع عربي مسلم اذ ان بعضها قد تم في وضح النهار في مكان عام ، وبعضها الاخر انتهى بالتفاوض، فهل اللعب في العمر والحياة غدا سؤالا بحاجة للوقاية من تكرار تطيره امامنا افرادا ومؤسسات وان السعي العلمي والوقائي يستلزمان منا السعي لاطفاء شرارة تكرارة بالاشكال الواخزة التي يتم فيها محليا هذه الايام في ظل زيادة تحديات الحياة المطلبية في مجتمعنا الواعد بالخير؟ وأرى بأن التحدي الاكبر الذي يواجهنا متابعين وباحثين وصناع قرار هو لماذا يذهب فلان/ه الى المغادرة من بيننا بسرعة -مختارا طريقة الخاص لهذا الرحيل - رغم ان الحقائق تقول ان لكل نفس اجل؟ ولعل النفوس الشاعرية سواء صنفت كذلك بنشرها للشعر او لكمون روحية الشعر بداخلهاانما هي الاجراء على اقتراف الرحيل/الانتحار عبر ازاحتها الى الغطاء القيمي الديني للاسف بعيداكجزء من الاحتجاج على واقع ما هو المحرلاك لذلك الذهاب يعيدا، الامر الذي يصعد السلوك الغريزي والعدواني الكامن لدى كل مناوالمتمثل بالفجور وليس بالتقوى كما هو الحال لدى الغالبية من البشر في مجتمعنا.

أخيرا ستبقى علاقة الانسان مع الحياة قدوما او مغادرة محط نقاش بين طرح ديني مقدس وبين فهم وضعي -من وضع البشر وفلسفاتهم- متدوال وكلا الطرحين نافذ ومنفذ يقصد حياة البشر وبأدوات معرفية بحاجة الى تفكر ونقاش، اذ ما جدوى ان يكون العالم فسيحا مادام نعلاي ضيقين كما تقول الحكمة الصينة. دعونا نتحاور بخصوص حياتنا وقيمها كعرب ومسلمين......الخ .
...........................................
الكاتب استاذ قسم علم الاجتماع في جامعة مؤتة.