رسائل حماس للاردن وتصريحات نتنياهو عن يهودية الدولة .. ضرورة الالتقاط والحركة
عمر كلاب
18-04-2009 07:00 AM
رسائل عبر بوابة مستشفى غزة ترسلها حركة حماس الى الدولة الاردنية ، مفادها طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة ، قوامها الاحترام والامتنان للدور الاردني وللجهد الملكي ، وهذه المرة عبر الدكتور محمود الزهار ، احد الموصوفين بالتشدد او الصقور في الحركة الاسلامية المقاومة ، بمعنى ان الحركة بمنفتحيها ومتشدديها اذا جاز التعبير على نفس الدرجة من القرب مع الاردن وتقدير دوره ، مضافا اليها ان الزيارة تأتي قبيل لقاء مرتقب بين جلالة الملك والرئيس الامريكي اوباما ، وهي اشارة تفيد ان الملك يحمل رسالة عربية وفلسطينية شاملة للادارة الامريكية ، وأن حماس بدورها تبارك هذه الرسالة وهذه الخطوة وتمنح الملك تفويضا اضافيا.
الخطوة تشير ايضا الى ان الحركة لم تجد نافذة لايصال رسائلها سوى المستشفى الميداني ، بوصفه النافذة الوحيدة المفتوحة معها ، وهذا يتطلب فتح باقي النوافذ وتحديدا السياسية ، وبمراجعة خطوة المستشفيات الميدانية الاردنية في لبنان والعراق نكتشف ان هذه الزيارات تشكل سابقة ، فلا احد من قيادات حزب الله زار المستشفى في لبنان ، ولا مسؤول عراقيا رفيع المستوى زار المستشفى في بعقوبة حتى بعد الانفتاح السياسي مع حكومة المالكي ، وتلك مسألة تصب في صالح حركة حماس وتقول علانية ان العلاقة الفلسطينية الاردنية مختلفة عن باقي العلاقات العربية - العربية.
حماس ، الحركة والقيادة ، تعرف تماما عمق العلاقة وضرورتها ونحن في الاردن نعرف ذلك جيدا ومارسناه قولا وفعلا دون النظر الى تجاذبات الساحة الفلسطينية وتعثر مسار المصالحة الداخلية الذي نجعله شرطا للانفتاح على حماس كما تقول مصادر رسمية ، وهذا الرأي بحاجة الى مراجعة وترك ورقة المصالحة الفلسطينية بيد الشقيق المصري نسبيا بحاجة الى نفس المراجعة ، فنحن الاولى والاقرب والاكثر قبولا بحكم الممارسة والحالة الداخلية ، فالحركة الاسلامية الاردنية ما زالت على تواصلها الاخوي وربما التنظيمي مع الحركة وهذه ميزة لها وزنها في الحسابات الحركية والرسمية ، خاصة وان جماعة الاخوان المسلمين في الاردن جزء من نسيج الدولة السياسي والاجتماعي وهي راشدة وتقدم المصلحة الوطنية دائما وان اختلفت مع الرؤيا الحكومية ، على عكس ما يصور البعض دور الحركة وتعاظمه في ظل الانفتاح على حماس ، فهذه الورقة لنا لا علينا.
رسائل حركة حماس يجب التقاطها وعدم تركها بلا اجابة ، او بقائها في اطارها الطبي والانساني ، فهي رسائل سياسية بامتياز ورسائل يجب ان نتلقفها اردنيا ونبني عليها شكل العلاقة القادم مع المسار والمصير الفلسطيني الذي يشهد منعطفا خطرا بعد قدوم اليمين الاسرائيلي والبدء بتهويد القدس بشكل غير مسبوق وتصريح نتنياهو الاخير حول ضرورة الاعتراف الفلسطيني والعربي بالدولة اليهودية في اسرائيل وهذا يعني طرد فلسطينيي المناطق الخضراء بمباركة فلسطينية وعربية وهو تغيير خطير في المشهد السياسي برمته ويتطلب موقفا حازما وحاسما من الاردن تحديدا: فالفلسطينيون في المناطق المحتلة عام 1948 لا يعرفون الا الاردن شقيقا ونافذة لكل حراكهم وتحركهم مع محيطهم العربي وهذا هو بيت القصيد الذي يجب ان نكمله نحن لا غيرنا.
omarkallab@yahoo.com