لقد فرغ المهندسون من جمعتهم، كما هو متوقع منهم، اقترعوا وفرزوا وأعلنوا النتائج، بصورة حضارية، وهذا وحده يكفي.
ولأنها انتخابات، فمن المفهوم أن يرافقها شيء من التوتر. لا بأس بذلك، نبقى بشراً، لكن ما ليس مفهوما أن يصل هذا التوتر إلى حدود خطاب يكسر فيه حاجز الخطوط الحمراء، والأعراف الأردنية، فيحول الانتخابات بصفتها حالة حضارية راقية إلى شكل من أشكال مشاجرات الشوارع.. لا
ضابط فيها ولا رادع.
كنّا نتابع قبل يوم الاقتراع، كيف تحولت انتخابات النقابة إلى قضية رأي عام، لأسباب عدة لا مجال الان لاستعراضها، فراح الجميع يدلي فيها بدلوه، كلام بالحقيقة ارعب الجميع.
لم تشهد انتخابات نقابة المهندسين يوما تشنجا وشدا، كما المستوى الذي كانت عليه يوم الجمعة، وبعد أن ألقى الزملاء كلمتهم الحضارية في الصناديق، ثم أعلنت النتائج. هنا ضج البعض من كل التيارات. هذا شاتم، وذاك شامت.
هناك راح يوسم فئة ما بالرجعية والظلامية على حد ما اعتاد من كلمات، بينما وقع الطرف الاخر بالخطأ نفسه وكأنه مندوباً عن الله في الارض فصار يصف منافسه الانتخابي بأوصاف ونسي ان المسلم الحق ليس بالسباب ولا اللعان ولا البذيء.
لقد انتهك الطرفان حدود المقبول من التوتر.. سواء من كان حزينا على ما انتهت إليه النتائج أو ذاك السعيد الذي وصل بسعادته حد الشماتة.
وبينما كان هؤلاء مشغولون بالخروج عن حدود الأعراف في الاختلاف، كان نقيب المهندسين المنتخب أحمد سمارة الزعبي يطوف على النقباء السابقين في منازلهم: ليث شبيلات وحسني ابو الغيدا وعزام الهنيدي وماجد الطباع وآخرين، مؤكدا لهم أنه نقيبا للجميع، وأنه يزورهم ليستمع منهم. ثم أسمعهم ما يحب كل مهندس خاصة، إنه نقيب الجميع، وأنه سيعمل مع الجميع لتبقى نقابة المهندسين انموذجا يحتذى، كإحدى مؤسسات المجتمع المدني من حيث الشفافية والتشاركية.
علينا اليوم ان نتعلم الدرس جيداً من تجربة هذه الانتخابات، النقابة كما الوطن يتسع للجميع، وهذا الحقد وعبارات الكراهية يجب ان ننبذها بل نحاربها لانه بالنهاية هم هؤلاء من يمزقون الوطن!