في علاقه الأردنيين مع وطنهم معادله ربما تغيب عن البعض وهي ان الأردنيين لديهم انتماء لبلدهم لكن في داخلهم خوف على الأردن ليس وليد مرحله الربيع العربي وما فيها من فوضى ودم وارهاب بل هي حكايه قديمه نتيجه ما مر بالاردن والاردنيين من مراحل صعبه ومؤامرات من اصدقاء واشقاء ومراهقي السياسه في الداخل .
هذا الخوف ليس حاله سلبيه بل هو قناعه ايجابيه ترافقها حاله وطنيه وسياسيه بأننا نحن الأردنيين ليس لنا خيار إلا هذا الوطن وهذه الجغرافيا وهذه الدوله وقيادتها ،ولهذا فإن كل حالات التشدد أو التعامل الخارج عن المألوف تتلاشى لأن في داخلنا جميعا هذه القناعه التي تدفع فئات منا ان تغمض عيونها أحيانا عن أمور غارقه في السوء لأن التوازن في عقول الأردنيين يدفعهم دائما لاختيار البلد واستقرارها على اي مسار له اثمان كبرى .
هذه القناعات الإيجابيه ومعززات الحرص على الأردن لدى الأردنيين يفترض استغلالها بشكل إيجابي من مؤسسات القرار في الدوله،وهنا لا اتحدث عن الاستغلال السلبي الذي يدفع للصمت عن الأخطاء أو التلكؤ في معالجة السلبيات بل ان يتم تعزيز الجوانب الإيجابيه بممارسات فيها أيضا خوف على البلد ،ممارسات تترافق مع السياسات الإيجابيه التي نراها من المؤسسات السياديه في ضبط مسار مصالح الأردن الأمنيه والعسكريه واداره ما يأتينا من أزمات ،بحيث يتم أيضا إغلاق الأبواب امام ضعف بعض من يتعاقبون على اداره شؤن الناس أو وجود أولويات صغيره عند البعض تقلل من انتماء البعض أو تزيد الفجوه بين الناس والدوله .
الناس تخاف على البلد لكنها أيضا تحب أن ترى ممارسات وقرارات تخاف على البلد أيضا،وتحب ان ترى مسؤولين عيونهم وسلوكهم تدل على حبهم للبلد وليس الحديث فقط .
الحكايه واضحه فالناس تحب أن ترى مسؤولين يشبهون الناس،وتنطق أفعالهم بحب البلد والخوف عليها ؛اي ان نخاف جميعا على البلد لا ان نعتمد على خوف الناس على بلدهم لتمرير مراحل وأشخاص.