أصدر وزير الأوقاف الأسبوع الماضي تعميما , إلى أئمة المساجد يتضمن تحديدا لعدد ركعات صلاة التراويح في
رمضان وهو (20) ركعة...
هذا يؤكد أن الحكومة مهتمة بحجم الورع والتقوى لدى المواطن , وحريصة على رفع منسوبه...
والغريب في الأمر أن قصة الصلاة هي بين العبد وربه , وتعود في تقديرها للإمام.. فإذا وجد أن هنالك مشقة
على المصلين بحكم العمر أو ظروف الطقس فعليه التخفيف والعكس...
كان على وزارة الأوقاف – جازاها االله عنا كل خير- أن تعقد مؤتمرا وطنيا , حتى نفهم مثلا أي قضايا نأخذها من شيخ الإسلام أحمد بن تيمية وأي مسائل نتجاوز عنها.. فهنالك جدل حاد بين من يعتقدون أن الشيخ بن تيمية هو الأساس والقاعدة التي نشأ عليها التطرف , وهناك من يعتقدون أن فتاوى هذا العالم الجليل قد أخذت على غير مكانها...
بعض المفكرين المصريين يعتقدون أن الخلل فيمن فسروا فتاوى أحمد بن تيمية , وليس فيما ذهب إليه الشيخ...
كان على وزارة الأوقاف أن تحدد لنا.. ما نأخذ من سيد قطب وما نتركه وهل هو منظر إسلامي عالمي.. أم مفكر أم أن ما طرحه مجرد اجتهاد شخصي....
هؤلاء كانوا القاعدة التي استندت إليها بعض التيارات المتطرفة وبعض من أوغلوا في دم الناس , ولم يقدم لنا رأي فقهي للان فيما قال شيخ الإسلام وفيما كتب سيد قطب.
بعض المفكرين الإسلاميين في العالم , ومنهم راشد الغنوشي أنتجوا مؤخرا إضاءات على فكر بن تيمية , وبعضهم ذهب إلى أن الخلل يكمن في الفهم الخاطيء لما قال , وبعضهم قام بإنصافه وحتى سيد قطب...
البعض أكد أن إخراجه من سياق مرحلة كانت الأحزاب الإسلامية فيها تقاتل وتطارد ويذبح أعضائها...
هو الخلل في فهم ماذهب إليه. بدلا من ركعات صلاة التراويح وعددها , كان على الوزارة..أن تقدم لنا بعض الإضاءات في هذا الأمر.. أن تجعل رمضان شهرا للتسامح , وللمعرفة....
أن تقوم بعمل جلسات تستضيف من خلالها مجموعة من العارفين بالدين..ويقدمون لنا شرحا وافيا مستندا على العلم...
حول بن تيمية , وحول التطرف.... وحول من اختطفوا الدين.. وشوهوه , وانتجوا الدم ...لكن يبدو أن الوزارة مهتمة بعدد الركعات .
الرأي