على اثر النتائج المدوية وغير المتوقعة التي اسفرت عنها امس انتخابات مجلس نقابة المهندسين بفوز جميع مرشحي القائمة المنافسة للإسلاميين وبفارق تعدى 1200 صوت، فإنني اتوجه لزملائي في التيار الاسلامي بالنصائح التالية:
١- اتمنى عليكم ان تتقبلوا خيار المهندسين بصدر رحب وتثبتوا ذلك بالتعاون الكامل مع نقيبنا ومجلس نقابتنا في انتقال سلس للسلطة داخل المجلس وفي مجالس الشعب والفروع والهيئة المركزية وداخل اطار الموظفين بما يخدم المصلحة العامة للمهندسين والوطن بعيداً عن التعنت الحزبي والمماحكات الشخصية.
٢- هذه سنة الله في الارض (وتلك الايام نداولها بين الناس) وعند دراستكم وتحليلكم للاسباب التي ادت الى خروجكم من مقاعد السلطة النقابية بعد 26 عاماً فأرجو ان تركزوا على العوامل الداخلية التي لديكم القدرة التامة على تغييرها والتحكم بها (قل هو من عند انفسكم) وعدم تعليق الاسباب على شماعة العوامل الخارجية التي تتكرر في كل انتخابات وليس لديكم القدرة على تغييرها والتحكم بها.
٣- ارجو من كل زميل في القائمة البيضاء عدم تكرار اسطوانة (التزوير) و (المال السياسي) فكلنا يعلم ان (المعارضة) هي التي تشكو من تزوير (السلطة) ضدها وليس العكس، ولنحترم زملاءنا وزميلاتنا فهم ليسوا (قطعاناً) بشرية تساق بلا ارادة.
٤- مهما كانت ثقة الجماهير بالفكرة والتيار والانجاز الجماعي والتراكمي فهذا لا يعني الاستهتار بالتوجهات العامة لجماهيرنا من خلال طرح نماذج غير مقبولة يصعب تسويقها داخلياً فضلاً عن ذلك خارجياً.
٥- لعلها فرصة لتياركم ان يعيد النظر في الاسلوب والمنهج ولغة الخطاب ويعيد التأكيد على المنهجية الاسلامية في التعامل الراقي والاخلاقي وسعة الناس والتفاني في خدمتهم وعدم الاستئثار دونهم في المكاسب والمواقع والعدل والسماحة .. ورحم الله الامام الشهيد حسن البنا عندما قال: (كونوا كالشجر .. يرميه الناس بالحجر .. فيرميهم بالثمر).
٦- ولعلها فرصة لكم لرص الصفوف واعادة تمتين البناء الداخلي والمشاركة الفاعلة في العمل النقابي بما يتوازى مع حجمكم الانتخابي وخبرتكم النقابية، ولا مانع من ممارسة دور المعارضة البناءة والرقابة الفاعلة وانتم متواجدون بقوة في مختلف مفاصل ومواقع اتخاذ القرار في النقابة.
٧- اتمنى على قياداتنا في القائمة البيضاء وزملائنا الذين لم يحالفهم الفوز وعلى رأسهم نقيبنا الاسبق المهندس عبدالله عبيدات ان يكونوا اول المهنئين لمجلس النقابة الجديد متجاوزين سفاسف الامور من تعليقات او هتافات او مقالات انفعالية وغير مسؤولة.